الجيش العراقي.. تأريخ من الشجاعة والبطولات

1٬538

آية منصور /

يحتفل العراقيون بذكرى تأسيس الجيش العراقي في السادس من كانون الثاني من كل عام بفرح وامتنان شديدين.
تأريخ شجاع

تأسس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني من العام 1921م من فوجٍ موسى الكاظم الذي ضم مجموعة ضباط عراقيين كانوا ضمن الجيش العثمانيّ، وبعد قيام الثورة العربية التحق هؤلاء الضباط بالثورة وشاركوا في معاركها ضد الجيوش العثمانيّة.

وبعد تفكيك الدولة العثمانية من قِبَل دول الحلفاء على إثر الحرب العالمية الأولى تمّ تشكيل الجيش العراقيّ على يد الضابط جعفر العسكري، مستعينا بقريبه نوري السعيد الذي ساعده في جمع الضباط.

وتأسَست أولى وحَدات القوات المسلحة خلال عهد الانتداب البريطاني للعراق، لتتشكل بعدها وزارة الدفاع العراقية التي ترأسها الفريق جعفر العسكري والتي بدأت بتشكيل الفرق العسكرية بالاعتماد على المتطوعين، فشكل فوج الإمام موسى الكاظم، واتخذت قيادة القوات المسلحة مقرها العام في بغداد، وكذلك شكلت الفرقة الأولى مشاة في الديوانية والفرقة الثانية مشاة في كركوك تبع ذلك تشكيل القوة الجوية العراقية عام 1931 ثم القوة البحرية العراقية عام 1937.
وتعد المؤسسة العسكرية العراقية واحدة من أعرق المؤسسات في المنطقة، كما أن كلية الأركان العراقية هي الأصعب والأكفأ والأكثر مهنية في تخريج القيادات العسكرية، حيث صُنف الجيش العراقي من ضمن اقوى الجيوش في العالم.

الحروب صنعت الجنود

يؤكد العميد المتقاعد سليم الناصر أن الجيش العراقي كان وما يزال الأكثر صرامة وقوة لما واجهه من حروب على مر السنين، وكانت نتائجها، خلق أجيال من الشجعان، ويقول: لقد تدربنا على القوة، وعدم الخوف، تدريبات صارمة وقاسية خلقت رجالاً يمكنهم اختراق أي مكان وفي أي زمان، كما أن الحروب التي صادفتنا ليست بالقليلة، قد كانت كافية جداً لترسيخ الوطن في أجسادنا والدفاع عنه دون تردد.

لا فراق مع الجبهات

أحمد الساعدي، أحد ابطال الجيش، يرى أن قدرة الجنود على فراق عوائلهم، لفترات طويلة أمام قيامهم بواجبهم المقدس، تجعل الجميع فخورين وممتنين لهم لما عملوه كدروع بشرية لحماية المواطنين والسهر لأجل أمانهم.

يضيف الساعدي: أرى عائلتي عشرة أيام فقط في الشهر، واقضي ايامي المتبقية في الجبهات، ينتقل فصيلنا من مكان آخر، في فترة الحرب ضد الظلاميين كنت أشعر بشوق كبير لأطفالي لكن شعوري هذا يتلاشى وانا أدرك تماماً أن هنالك عوائل اخرى تحت القصف والخوف.
وزعوا الحلوى لهم

أما المواطنة سناء أحمد، فتجد أن هذه المناسبة عزيزة على قلوب العراقيين جميعا، وان هذا اليوم هو من اجل الامتنان لجميع الجنود الذي افنوا شبابهم في سبيل البلاد.

– من حق كل عراقي الاعتزاز والتباهي بجيشه القوي، من حقنا الزهو بهذه المؤسسة العريقة التي قدمت دماءها دفاعاً عنا جميعاً.
وتقوم سناء بتوزيع الحلوى على الجنود في يومهم كجزء من الامتنان الذي يشعر به كل عراقي نحوهم.

وتقول: ليتنا نفكر بأوقاتهم التي يضحون بها من أجلنا، انهم يستحقون التهنئة والشكر في يومهم الذي نحظى به جميعنا بعطلة، أما هم فيستمرون في مهامهم، اي حمايتنا.