محسن ابراهيم/
من المحاماة التي كانت حلم الدراسة الى الإعلام ولعها الأول منذ أيام الطفولة، بدأت خطواتها بتدرج وثقة متنقلة بين عدة اذاعات صقلت موهبتها وأمدتها بسلاح الخبرة، قبل ان تحتل مكانها على الشاشة كواحدة من بين افضل الاعلاميات العراقيات.. هي رفيف الحافظ التي فتحت قلبها لـ» الشبكة» في حوار مفتوح..
¶الخطوة الأولى في مسيرتك المهنية كيف وأين؟
-منذ نعومة اظافري ترعرعت وسط عائلة إعلامية وفنية, والدي كان إعلاميا وبحكم عمله نشأت في وسط يضم اعلاميين كبارا أمثال ميسون البياتي, خيرية حبيب، ومنذ كان عمري خمس سنوات استهواني موضوع الاعلام كثيرا, وعندما أكملت دراستي وتخرجت في كلية الحقوق, كانت أمنيتي ان امارس مهنتي المحاماة والاعلام في ذات الوقت, عملت في الاذاعة بناء على وصية والدي الذي علمني أن الاعلامي الناجح يجب أن يتقن جميع ادواته من لغة وإلقاء وخلفية ثقافية ومن ثم يتدرج شيئا فشيئا ,عملت اولا في اذاعة محلية في كركوك ثم انتقلت الى راديو «نوى» في السليمانية تحت تدريب الاعلامية خيرية حبيب, التي كانت معي خطوة بخطوة وطورتني كثيرا من خلال عملي في جميع البرامج ان كانت الإجتماعية أو السياسية فضلا عن نشرات الأخبار, واستمرت مسيرتي الاعلامية بانتقالي الى فضائية الفيحاء ومن ثم العراقية والآن اعمل في فضائية السومرية.
¶هناك تدرج للمذيع حتى يكون مهيئا للظهورعلى الشاشة, لماذا نفتقد هذا التدرج الان؟
-اولا غياب الرقابة الى درجة الانفلات جعل الفوضى تعم المشهد الاعلامي المتخم بقنوات فضائية تحتاج لمن يحركها جعلها تعتمد على عناصر ليست كفوءةً, في ما مضى كانت هناك قناة وحيدة وكان التنافس على أشده للظهور على الشاشة ضمن قانون وشروط, الان كل من يمتلك مبلغا من المال أو مدعوما من جهة معينة يسعى لانشاء قناة فضائية,هذه الفضائية ستحتاج الى وجوه تظهر في الشاشة بعيدا عماهية ثقافة الاعلامي أو مقدم البرامج, فضلا عن غياب الرقابة الاعلامية.
¶هل تعتقدين أن البرامج التفاعلية هي أقرب إلى المشاهد من البرامج الحوارية؟
-مايطرح في البرنامج هو من يحدد وليس شرطا أن يكون تفاعليا أو حواريا, إن كان الموضوع يمس هموم المواطن ومشاكله اليومية وبمصداقية، أكيد سيكون قريبا من المشاهد, أما البرامج الأخرى التي لاهم لها سوى ملء الفراغ من خلال الاتصالات فقط هي برامج بلا معنى لاتغني المشاهد بشيء.
¶في برنامج (الهوا الك) الا يتعبك كم الإتصالات، وهذا الخليط من المواضيع المطروحة مابين سياسي واجتماعي وخدماتي؟
-المتعة تكمن هنا وأستمتع جدا لسبب بسيط في برنامجي يتصل جميع الشرائح. المثقف والعامل البسيط ويتصل بي أبناء الجنوب والوسط والشمال, وأعتقد إن هذا دليل نجاحي ووصولي إلى الناس بتقديم مادة تلامس همومهم. وعلى الرغم مما أتعرض له من تهديد لطرحي مواضيع معينة الا أني سعيدة جدا كوني قدمت مايهم المشاهد.
¶مهارة الاعلامي هل تعتمد على كم المعلومات التي يمتلكها؟
يجب أن يمتلك الاعلامي ثقافة عامة ولايكتفي بذلك، بل يسعى لتطويرها من خلال متابعة القنوات الفضائية الاخرى التي تقدم مايمكن أن يستفيد منه, ولايكتفي بالإرتكازعلى مايملكه من معلومات, بل يجب أن يعتبر نفسه في بداية الطريق, فضلا عن القراءة الموسعة عن كل شيء والا تقتصر على نوع معين, حينها يكون الاعلامي متمكنا من أدواته.
¶متى اصبحتِ على يقين أن إلاعلام هو ما يناسبك؟
-حين أنتقلت الى قناة السومرية وجدت إن هناك تعاملا مهنيا يعتمد على مهارة الاعلامي بعيدا عن أي شيء آخر, التوجيه والارشاد هما أهم سمات التعامل, لذلك تجد أن الاعلامي سيتجه الى الابداع في عمله.
¶لديك القدرة على تقديم برنامج حواري سياسي؟
-بالطبع لدي القدرة وبرنامجي هو خليط بين السياسي والاجتماعي فضلا عن كوني مذيعة أخبار سياسية وأغلب النشرات الاخبارية تستضيف من يهتم بالشأن السياسي, وهنا أود أن أقدم نصيحة بسيطة وهي أن لم يستطع الاعلامي أن يقدم برنامجا سياسيا لايخوض غمار هذه التجربة, لاسيما ممن لايمتلك خلفية ثقافية سياسية وإلماما بالمستجدات السياسية محليا واقليما ودوليا.
¶هل تعتقدين ان المذيعة ممكن أن تقدم تنازلات في سبيل الظهور على الشاشة؟
-نعم حصل في بعض القنوات وتناولت هذا الموضوع, ليس تنازلات فقط أنما هناك مساومات تفرض على بعض المذيعات وهنا يكمن السؤال لماذا؟. بعض المقدمات لاتمتلك أي مقومات فتقدم تنازلات في سبيل الظهور في أحد البرامج وهناك بعض الأشخاص يستغلون المذيعة كونها لاتمتلك أي خلفية ثقافية تؤهلها للظهور على الشاشة وهؤلاء الأشخاص هم طارئون على الاعلام وغير مهنيين, وهنا المسؤولية مشتركة.
¶غالبا ماترتدين السواد خلال ظهورك على الشاشة ما السر وراء ذلك؟
-حين اقدم البرنامج اركز تماما على الموضوع بعيدا عن نوع الملابس والمكياج كي لا الفت نظر المشاهد الى تفاصيل أخرى دون التركيز على الموضوع الذي اتحدث به, في النهاية البرنامج يهتم بقضايا الناس وهمومهم ومشاكلهم أما التبرج وارتداء الملابس الملونة ربما يكونان في برامج أخرى لها جمهورها.
¶لنتحدث عن رفيف الانسانة؟
-رفيف الانسانة تختلف أختلافا جذريا عن رفيف التي تظهر على شاشة التلفاز, أنا أنسانة متواضعة جدا أحب مساعدة الأخرين حتى لو على حساب نفسي, أتعامل بصدق مع الناس وبالمقابل أتمنى أن يعاملني الأخرون بصدق, (بيتوتية) بشكل لايصدق, دمعتي تنهمر بسرعة, أقرأ لنزار قباني واستمع بشغف لإم كلثوم غير متزوجة, أعيش مع أهلي وأنا الفتاة الوحيدة في العائلة.
¶هل طرق باب القلب؟
-لا أعتقد أن هناك أنسانا لاينبض قلبه ولابد أن يطرق في يوم من الأيام إن لم يكن سابقا فسيطرق في المستقبل ومن المحتمل أنه نبض بين الإثنين.
¶ألا تعتقدين أن الجدية التي تظهرين بها على الشاشة ستؤخر طرق باب القلب؟
-لا أعتقد ذلك. الشخص الناجح هو من يفصل بين عمله وبين حياته الاجتماعية, في البيت يجب أن أكون رفيف الانثى وليس مقدمة البرامج الجادة, وهنا أقصد الأنثى للرجل بشرط أن يكون الرجل للإنثى.