أحمد سميسم _ عدسة: حسين طالب/
حققت النسخة الاولى من برنامج (شاعر العراقية) نجاحاً كبيراً، ما شجع شبكة الإعلام العراقي وإدارة قناة العراقية الفضائية على إنتاج نسخته الثانية في 2018. واستنادا الى الاستبيانات، فقد حصد البرنامج في موسمه الاول نسبة متابعة كبيرة وتخطى حدود المحلية العراقية من خلال إصرار القائمين عليه في الشبكة على اظهاره بأفضل صورة ساعدت على ابراز المواهب الشبابية ممن يمتلكون القدرة والموهبة في كتابة الشعر واطلاقهم الى الساحة الشعرية ومن مختلف محافظات العراق.
ومن كواليس (شاعر العراقية) كانت لمجلة (الشبكة) هذه المشاهد:
تقييم القصائد
رئيس اللجنة في البرنامج، الشاعر محمد المحاويلي، تحدث الينا ان اللجنة تضم معه الشاعر ضياء الميالي والأديبة عالية طالب والفنان كاظم القريشي، وأن مهمته تنحصر في تقييم المشتركين من خلال نقطتين: وحدة الموضوع في القصيدة والوزن (القافية)، وأن دور اللجنة ليس تحكيمياً انما تهتم بجوانب عدة أولها التربوية والتقييمية، إذ تقيّم القصائد على اساس ماهية الشاعر وامكانيته وتطلعاته، وكيفية الارتقاء بشبابنا الشعراء الى مستويات تشكل نقلة نوعية في مسيرة الشعر الشعبي العراقي.
فيما عبّر الشاعر ضياء الميالي عن سعادته لكونه احد اعضاء اللجنة في برنامج “شاعر العراقية” في موسمه الثاني، وأن دوره في البرنامج هو المتابعة والاهتمام بالصورة الشعرية داخل النصوص المقدمة من قبل المتسابقين الشباب مؤكدا “انهم أذهلوني بأدائهم لما يمتلكونه من لون جديد حديث في صياغة المفردات الشعبية وتوظفيها في النصوص بتجربة رائعة ستمنح الكثير من المتعة للمشاهد.”
وأشار الفنان كاظم القريشي الى أن البرنامج يمتلك حضوراً واسعاً في الشارع العراقي وذلك لأهمية الشعر الشعبي العراقي وخصوصيته لدى معظم الناس والأسر العراقية، مضيفاً “هناك دائما كثيرون ممن لديهم موهبة نظم الشعر، وهذا ما يضع على عاتقنا مسؤولية كبيرة وحساسة في انجاح البرنامج لأن أعضاء اللجنة يكونون بالصورة دائما ولهم الأهمية الكبرى في مسيرة برامج الهواة.”
ويتركز دور القريشي في البرنامج حول أهمية الإلقاء والصوت للمتسابقين، خاصة وان اسلوب الإلقاء يشكل نصف نجاح الشاعر وقصيدته، وهذه اولى مشاركاته الفعلية في هذا البرنامج، لكنه يعتبرها، معنويا، مشاركته الثانية لمتابعته في موسمه الاول وشغفه به.
الى ذلك، أوضحت الكاتبة والروائية عالية طالب أن دورها في البرنامج يدور حول البناء النقدي للنص الشعري من حيث التحليل ومدى تجانس النص ورؤيته المستقبلية وحداثته. وتعتقد ان تواصل ديمومة برامج الشعر هو بمثابة اعادة هيبة الشعر الشعبي العراقي بعد تعرضه للعديد من الانتكاسات في التاريخ، إذ أن الشعر الشعبي هو من قاد الثورات، ليس في العراق فحسب بل في المنطقة العربية عموما وله مساحة مهمة في حياة الشعوب على مدار السنوات.
جهود مضنية
معد البرنامج الشاعر جليل صبيح قال: “بذلنا جهودا مع زملائي المعدّين من حيث فرز 3600 قصيدة مشاركة في البرنامج من مختلف المحافظات وتحويلها على الورق ودراستها وانتقاء المناسب منها، فضلا عن امكانية التنسيق لحضور الضيوف دون تخلف أحدهم، ما يتطلب الشعور بالمسؤولية الكاملة تجاه جوانب البرنامج لأنه لا يشبه اي برنامج كونه يتعلق بالشعر الذي هو في اساسه قضية ورسالة تربوية وجمالية وتقويمية.”
مخرج البرنامج، محمد موسى، قال: “برنامج شاعر العراقية لعام 2018 سيشكل انتقالة نوعية ليس من ناحية التقنيات فقط وانما من ناحية نوع القصائد المشاركة في البرنامج التي تمتلك روح الحداثة والصور الشعرية المبتكرة التي تدعو الى الحب والسلام والأمل.”وقطعاً فإن هناك دوراً مهماً لمقدمي البرامج، لاسيما الدور المهم الذي يلعبه مقدمو برامج المسابقات التفاعلية.
كذلك حدثنا الإعلامي عماد مكي الذي قدم البرنامج بنسختيه الاولى والثانية قائلا: شاعر العراقية في موسمه الاول من البرامج التي استطاعت اكتشاف شعراء شباب واطلقتهم الى الساحة الشعرية، فمثلا تأهل 17 شاعراً شاباً يتسيدون الآن الساحة الشعرية، منهم من اتجه الى كتابة النص الغنائي وآخرون الى كتابة القصائد، اما في هذا الموسم فهناك أيضا طاقات شابة فيها روح الحماس والابداع، واهم ما يميز هذا الموسم هو اتجاه شعراء من أهل الغربية الى كتابة النصوص الجنوبية وبالمقابل شعراء من الجنوب أخذوا يكتبون القصائد البدوية. تشاطره الرأي زميلته الشاعرة شهد الشمري التي انضمت الى كادر برنامج شاعر العراقية في الموسم الجديد وقالت:”اسعدني انضمامي الى أسرة برنامج شاعر العراقية في موسمه الجديد، وبطبيعة الحال أجواء الشعر ليست بغريبة عني كونها مساحتي كشاعرة وسأرافق الزميل عماد مكي في تقديم حلقات البرنامج.”