أعمال درامية جسّدت بطولات العراقيين في يوم النصر

محسن إبراهيم

حكايات عن شعب ووطن ورجال، ارتدوا زيّهم العسكري بعد أن رموا ربطات العنق وبدلات الزفاف، جعلوا من تراب الوطن حنّاء لافراحهم وقدموا الغالي والنفيس مهراً، واتخذوا السواتر بيوتاً، ليمارسوا طقوس الحلم. وعلى أسوار الوطن رقصوا رقصة الشمس، ورسموا أحلامهم على جدرانه، يمحون ظلال الخوف عن شواطئ دجلة والفرات.

ملاحم درامية جسدها فرسان الدراما، يشدهم إلى الحياة حلم من نوع خاص، حلم لا يعترف بالمستحيل ولا يخضع إلى ناموس الزمان والمكان، حلم يستنشق رائحة الأهل ويتزود بإكسير صمودهم وتضحياتهم، يعزفون سمفونية الحياة بأنامل الأمل، وتنطبع على جباههم تواريخ النصر.
القصص البطولية التي جسدها أبطال القوات الأمنية بمختلف تسمياتها وتشكيلاتها، كانت حاضرة بقوة في الأعمال الدرامية العراقية، لتكون وثيقة تاريخية ودرساً عظيماً للأجيال القادمة، عن إرادة العراقيين وإصرارهم على النصر وطرد الغزاة من العصابات التكفيرية والظلامية بقيادة (داعش).
هذه بعض الأعمال التي سلطت الضوء على بطولات لن تنسى، ومواقف لن يمحوها الزمن لأبطال سيبقون عالقين في ذاكرة العراق وأهله.
آمرلي الصمود
ملحمة وطنية إنسانية خط حروفها الكاتب الشاب جعفر تايه، وجسد بطولتها الفنان الإيراني مصطفى زماني، الذي رفض أي عمل بعد مسلسل النبي يوسف، بعد إصراره في أن يكون ضمن طاقم العمل. فضلاً عن عدد من الفنانين، بينهم عواطف السلمان وناريمان الصالحي ولؤي أحمد ونخبة من نجوم الفن العراقي، وهو من إخراج أحمد إبراهيم.
تدور أحداث المسلسل في إطار درامي تشويقي، عن قصة الدكتور (رافد)، الذي عاد إلى مدينة آمرلي مع عائلته لتبدأ الأحداث بالتداعي، وكيف أسهم أبناء المدينة بكتابة اشهر قصص المقاومة لحصار داعش، ومنعها من احتلال مدينتهم، دفاع بطولي مستميت استمر لأكثر من ثلاثة أشهر حتى لحظة دخول القوات الأمنية العراقية إلى آمرلي وطرد داعش، الذي هزم شر هزيمة فيها، انتصار كان الحافز الأكبر لانتصارات لاحقة في محافظات أخرى.
العشرة
تدور أحداث مسلسل (العشرة) في العراق خلال فترة غزو تنظيم داعش لمعظم مناطق العراق، الحبكة الدرامية وثيمتها كانت عن المضحين بأرواحهم من أجل الطن، من الشهداء والمجاهدين في تلك الفترة، عبر قصص استمرت لـ (10) حلقات مختلفة من حيث الفكرة و(اللوكشنات) والحقبة الزمنية، عمل حقق نجاحاً باهراً من خلال قدرته على تجسيد الأفكار والأحلام لأبطاله.
حمل المسلسل صراعات مختلفة بين الحب والحرب، وكذلك بين الانتصار في الحرب وحجم التضحيات المعنوية والمادية. صراع اختصره وكثفه بطلا العمل، الفنانة آلاء حسين والفنان خليل فاضل خليل، عبر مشاهد وحوارات كانت غاية في الروعة، مسلسل أتقن فيه أبطاله أدوارهم، وذرف عليه مشاهدوه الدموع، ملاحم أسطورية وبطولات وثقتها الدراما العراقية لتكون درساً لا ينسى عن حب العراقيين للحياة والوطن.
الساتر الغربي
حول صمود أهالي مدينة حديثة في محافظة الأنبار، دارت أحداث مسلسل (الساتر الغربي) أثناء مواجهتهم تنظيم داعش الإرهابي، وما تعرضوا إليه من ويلات، جسد فيه الفنان ألكسندر علوم شخصية (سعدون)، ضابط شاب في الجيش العراقي، يُرسل إلى مدينة حديثة للدفاع عنها ضد المجاميع التكفيرية، بعد الهجوم على المدينة، وتعرض ساكنيها للقتل واضطرارهم للنزوح عن بيوتهم، لينضم بعدها الضابط (سعدون) إلى قيادة المقاومة ضد داعش، بينما انخرطت نساء المدينة لتشكيل مجاميع طبية لعلاج الجرحى، تكاتف وتلاحم انتهيا بالنصر الكبير، واستعادة المدينة من براثن وحوش الإنسانية.