آية منصور /
زاولت خلود القيسي مهناً مختلفة، لكنها لم تجد نفسها إلا في عالم الطبخ، لتصبح “الشيف” الأنثوي الأول في العراق، وتقدّم وصفاتها الشهية على الموائد. القيسي خاتونة عراقية مصرّة على أن تواصل شغفها وإبداعها في هذا العالم.
من صناعة الحلي الى الطبخ
عملت القيسي، قبيل اقتحامها المطابخ والوصفات والتتبيلات، في عدة مهن، منها منسّقة ومصمّمة لحفلات الزواج والتخرج، وعملت أيضاً في مجال الحرف اليدوية وصناعة الحلي والنقش على الزجاج.
بينت لمجلة (الشبكة): “أنها لم تتمكن من إكمال دراستها في القانون
بسبب الظروف العائلية، لكنها جرّبت العمل في مجالات عدة لتتوقف عند مجال الطبخ الذي أصبح عالمها المفضل.”
كان والدها الراحل زبونها الأول –كما تروي للشبكة- وكانت علامات الرضا والتشجيع لأية طبخة تحضرّها خلود تحفّزها و تشجّعها على مواصلة العمل.
“في بادئ الامر، كان مشروعي ربحياً لا أكثر، لكن حبي واهتمامي بتفاصيله جعلاني أكثر إبداعاً فيه، اذ بدأت بصفحة على الفيسبوك ومطبخ داخل بيتي، فكانت الطلبات كثيرة بحيث لم أكن استطيع تلبيتها جميعاً.”
عروض المطبخ الشرقي
وبسبب لمساتها المتميزة، بدأت عروض المطاعم على خلود، طمعاً بخبرتها وقدرتها، وبلا شك فإن المنافسة الصعبة للغاية، كونها في مجال ذكوري، والقيسي هي المرأة الوحيدة فيه.
تروي للشبكة: “قبل ثلاث سنوات كنت راعية لمهرجان (بصمة مبدعي العراق)، وبعد تذوقهم لوصفاتي وصلتني دعوات عدة لأصبح “الشيف” للمطاعم الشرقية حيث وقع الاختيار عليّ من بين الجميع.
المطبخ الشرقي أصبح اختصاص خلود في عمل أكلات متميزة، على الرغم من صعوبة العمل في المطبخ العراقي، حيث تطمح خلود لتسجيل الوصفات العراقية ضمن الأطباق العالمية بمقاييس الطعم والتقديم، وفضلاً عن ذلك تجيد القيسي العمل في جميع المطابخ العالمية بصفتها “شيف عام” ولكونها حائزة على علامات إدارة عالمية.
تدهشنا خلود حين تؤكد لنا عدم حبّها لوصفاتها، وعلى الرغم من وقوع جميع الأشخاص في عشق أكلاتها تقول: “لا أجد اللذة فيما أحضره، على الرغم من إدمان عائلتي على ما أطبخ ، وأحياناً أتساءل: ما الذي يحبونه فيه؟ ومع ذلك أفتخر بهذا التميز.”
إنجازات متعددة
تعدّ خلود القيسي اليوم “الشيف” العام لفندق بغداد، و”الشيف” الخاص للتتبيلات لمطعم الجنائن المعلقة، بالإضافة لذلك أصبحت القيسي مقدمة برامج المطبخ في قناة الفرات الفضائية، فضلاً عن حصولها على شهادة “شيف عام” وعضو نقابة الطهاة المصريين واتحاد الطهاة العرب.
عن ذلك تقول: “لي الشرف أن أكون أول امرأه “شيف” عراقية تحصل على هذه العضوية والشهادة على مستوى العراق.
وترى خلود أن الشيف يجب أن يحمل شهادة معترفاً بها دولياً ليتحمل مسؤولية العمل، وقد نالت هذا الاعتراف بعد دخولها دورات عدة تخص الطباخين المحترفين لتتمكن وبجدارة من اجتيازها بمرتبة الامتياز.
تعشق خلود، كونها “شيف” يقدم الطعام للزبائن الذين أصبح الكثير منهم يأتي خصيصاً لتناول طعامها والسؤال عنها.
وترى القيسي: “لن يحقق الإنسان الهدف الذي يريد من دون السعي خلفه بالإخلاص والرغبة، وبالصبر استطعت النجاح واجتياز المعوقات، وأصبحت متعتي في ابتكار وصفات لم يسبقني أحد في إعدادها، وجميع نجاحاتي أهديها الى عائلتي.”