كلمة جمال

جمال جمعة /

ثمّة مقولة فرنسية تقول إن “وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة.” لقد انبثقت هذه العبارة من جملة وردت في إحدى روايات ألكسندر دوماس يقول فيها “فتّشْ عن المرأة!” وكانت تلك الجملة تعبيراً عن مفهوم نشأ في القرن التاسع عشر مفاده أن المرأة هي السبب وراء كل جريمة تحدث، ثم تطورت تلك العبارة فيما بعد، مع تطور المجتمع وتمدنه، وتحولت إلى ما هي عليه الآن: وراء كل رجل عظيم امرأة.

لكن ربما سيحق لنا أن نتساءل: ماذا لو كانت تلك الإمرأة سيئة، فمن الذي يقف وراءها غير المجتمع، والرجل تحديداً؟

لقد لعبت علاقة الرجل بالمرأة دوراً تبادلياً على مرّ العصور، فكلما زاد اهتمام المجتمع بالمرأة ورفع من شأنها ازداد رقيّ المجتمع وتطوره، والعكس بالعكس. لقد خلقت الثورة الصناعية ظروفاً نموذجية لتطور المرأة واستحصال حقوقها الاقتصادية والسياسية بعد دخولها سوق العمل جنباً إلى جنب مع زميلها الرجل وتحقيق استقلالها الاقتصادي، والاجتماعي فيما بعد إضافة إلى حصولها على حق الانتخاب بعد أن كانت محرومة منه، ولم يكن ذلك سوى نتيجة للتطور الرأسمالي الذي حتمته ظروف نقص اليد العاملة في المصانع، ما دفع بالمجتمع الرجولي إلى تشريع قوانين مساواة حقوق المرأة مع الرجل لتهيئة المناخ الاجتماعي والثقافي لدخول المرأة معترك سوق العمل.

وانظروا ماذا حدث بعد ذلك، لقد تضاعف الانتاج وعمّ الرخاء والازدهار جميع أنحاء أوروبا الرأسمالية وظهرت لنا نساء نوابغ في العلوم والفنون والإدارة وقيادة المجتمعات، سياسياً واجتماعياً.

وراء كل مجتمع عظيم نساء عظيمات.