علي غني/
اعتقد جازما أن الوقت يأخذ جلّ اهتمام الصائمين في شهر رمضان المبارك، ليس في العراق وحسب، بل في كل الدول الإسلامية، ولاتدفعنا حرارة الصيف اللاهبة أو اشتياقنا للأكل الى انتظار مدفع الإفطار، وإنما الفوز الروحي عند الله، هذا الفوز الإلهي يعطي للوقت قدسية لا نشعر بها في الأشهر الأخرى من السنة، فرمضان المبارك هو شهر الله وكلنا راجعون لله رجالا ونساء، لكن هذا الوقت الذي نعده بالثواني في هذه الأيام المباركة،احيانا يمضي سريعا، واحيانا اخرى يكون بطيئا، فأيهما ياترى يتسارع الزمن عنده؟ وايهما يتباطأ، الرجال ام النساء؟ تعالوا معنا.
الوقت عند المرأة متباين!
تقول السيدة حلمية محمود (موظفة): ان الوقت يمضي عند المرأة بنحو اسرع من الرجل بسبب انشغالها بمتابعة أمور الطبخ ومتابعة الأطفال وتنظيف وترتيب البيت، فضلا عن تحضير وجبات الإفطار الى جانب عملها خارج البيت، وهي فوق كل ذلك تتحمل الضغوطات أكثر من الرجل، لذلك فإن الوقت عندها يمضي سريعا ولاتكاد تسيطر عليه في أيام شهر رمضان المبارك.
بينما تخالفها الرأي زينب حقي(مدرسة) فتقول: الوقت يمضي بنحو أبطأ من الرجل الذي ينام ويرتاح، لكن المرأة عليها واجبات منزلية كثيرة، لذا يقع عليها الثقل الأكبر، كما ان المرأة الصائمة تؤدي العبادات في هذا الشهر الفضيل حالها حال الرجال، كما انها يجب ان ترضي جميع متطلبات الأسرة، لاسيما المرأة المتزوجة ولديها أولاد، لذلك تشعر بأن اليوم يصبح وقته طويلا.
عازبات ومتزوجات
لكن زميلتها إنعام جاسم كان لها رأي آخر: شعورنا في الوقت في بداية الشهر الكريم يكون طويلا، لكن بعد مرور أيام من الشهر نشعر وكأن الأيام تمضي مسرعة ويمضي معها الشهر الكريم بسرعة، لذلك نعيش بتغير كبير في الزمن بعد انقضاء الشهر الكريم.
بدورها، تقول سهام كريم (موظفة): الزمن عند الصائمة غير المتزوجة غيره عند الصائمة المتزوجة ويعود هذا الاختلاف لتباين الانشغالات بين المرأتين، لذلك فشعور الشابة بأداء العبادات الروحية أكثر متعة من المرأة المتزوجة والتي تعطي جلّ اهتماتها للبيت والانشغال بتحضير الأفطار ومتابعة الأطفال وغسل الصحون بعد الإفطار والسحور، لذلك فان الزمن متباين جدا بين العازبات والمتزوجات.
تتفق معها في الرأي زميلاتها أبرار عبد الكريم وزينب علوان وإسراء عبد الهادي: إن الوقت يقصر اذا امتلك الصائم قوة الإيمان بالله، لأن الصائم يتقرب الى الله للفوز على شهوات الدنيا ومغرياتها وهو يعرف ان الله سيجازيه بما يجعله من العباد الصالحين، ومن ثم الفوز برضا الله والدخول للجنّة، كل هذه الأمور تجعل علاقتنا مع الوقت مختلفة تماما عن بقية الشهور الأخرى، كما ان الوقت يقصر عندما نعمل مع اناس نحبهم في العمل.
الوقت عند الرجال طويل
التشكيلي عباس احمد الذي يعمل في النشاط المدرسي في تربية الكرخ الثانية يقول: الرجال يشعرون بطول الوقت في الشهر المبارك لأنهم يبذلون جهدا كبيرا في العمل سواء أكان في مؤسسات الدولة ام القطاع الخاص، لكن يمكن معالجة هذا الأمر بقراءة القرآن في الشهر الكريم، والتثقف والاطلاع على الأمور الدينية يسهمان في تقصير الوقت.
أما السيد علي ناجي (مهندس) فيبين: ان الوقت في بداية الشهر الكريم يكون طويلا كوننا في بداية الصيام ، لكن الوقت سرعان مايمضي في الأيام التي تلي اليوم الاول وبعدها يبدأ شعورنا بطول الوقت مرة أخرى لأننا نشعر بانتظار الفوز، وغالبا ما يكون الفوز برضا الله هو أصعب شيء.
ماذا قال الاطباء؟
الدكتورة رشا رضا الجوراني (مديرة مركز صحي) قالت: إن الصوم يحتاج الى ارادة، فالإنسان سواء أكان رجلا أم امرأة اذا كان يمتلك إرادة حقيقية يشعر بالوقت بشكل متوازن، فليست هناك فروق طبية بين الرجال والنساء، لكن هناك شعورا في تحسس الوقت من ناحية المشاغل والمسؤوليات التي تقع عاتق كل من الرجل والمراة، فالمرأة الموظفة تشعر بطول الوقت لأنها حال عودتها من الدوام تقوم بالواجبات المنزلية، وأهمها اعداد الفطور وبعد ذلك تؤدي العبادات وبقية المشاغل الاخرى.
ويوضح الدكتور محسن حسين بقوله: طبيعة الوقت هي التي تحدد طول او قصر الزمن عند الصائم ، فساعات الصيف عندنا في العراق طويلة، عندئذ سيشعر الصائم بطول الوقت، أما في الشتاء فسيشعر الصائم بقصر الوقت، كما ان للجسم الصحي دورا كبيرا في الشعور بالوقت، فالرجال والنساء الذين يتمتعون بصحة جيدة سيشعرون بقصر ساعات الصيام، أما الذين يشكون الأمراض فتصبح ساعات الصيام طويلة عندهم، وفي كل الأمور فإن رسولنا الكريم محمد المصطفى (صلى عليه وآله وسلم) يقول في الحديث الشريف (صوموا تصحّوا)، فإن طال الوقت أم قصر الوقت فإن الصوم صحة للجسم والروح معا.