باسم لازم/
يُقال بأنّ صعوبة بالغةٍ تواجه الرجل الشرقي في أن ينظر لأي جسد شرقي داخل منتجعات الانفتاح الأوروبيّ، نظرة خالية من رغبة الاحتيال الجنسي في التذوق، لأن القضية كما يُتهم بها، تتطلب إيماناً كاملاً بإنسانية الجسد، كما هو الحال مع الرجل الأوروبي المنزّه تماماً عن كلِ دغش. بالمقابل صار الرجل الشرقيّ معتاداً على نعتهِ بتهمة الذكورة العرفيّة وعُقد انهزام سيدات الشرق المنتفض داخل أوروبا، ولم يعد يأبه بموجات المدّ الأنثوي المصاب بفوبيا الثأر الناعم، كما يسميها!
أنوثّة مهزومة
لدينا هنا أغلبية نسويّة شرقيّة مهزومة تفتقر، الى الآن، لإقناع المجتمع الأوروبي قبل الشرقي، بقوة شخصيتها وتميّزها من خلال الثقة وليس استعراض مفاتن الجسد، هو الرد الغاضب الذي توجه به الطبيب المغترب (احمد الدليمي) قائلاً : إن السلوك الإنساني بمجمله هو فعل ورد فعل، فأنا كرجل مازلت أتحاشى بعض الخصوصيات مع سيداتنا الشرقيّات كي لا أفهم بطريقة خاطئة مع أن الأوروبيات خاليات تماماً من تلك العُقد، لأن عقلية بعض النساء الشرقيات، ولا أقصد الكل طبعاً، بعضهنّ لايفهمن من حديث الرجل أو غزله أو إعجابه، أو حتى كلماته اللطيفة، سوى بحثه عن الجنس، أتعرفين لماذا، لأنها ابنة المجتمع الشرقي الذي غرس بذهنيتها ذلك الأساس، وستظل تعاني من عقدة النقص.
ذكورة مريضة
ذهنيات شرقيّة مريضة لاتنظر إلى جسد المرأة إلا من خلال ثقب الشهوة، لايحق لي شمول الجميع لكن يحق لي تشخيص تلك العُقد تجاه الجسد الأنثوي من منظور شرقي ذكوري مزدوج، كأنّ الاتهام الذي أطلقت رصاصتهِ الموسيقية (العربية الأصل) المقيمة داخل سويسرا (روزا الشاوي) قائلة: حينما توجه ليّ دعوة خاصة وبمكان خاص، لن أمانع الفكرة ابداً كأية دعوة ترفيه اعتياديّة لأنني مولودة أصلاً داخل أوروبا، ولكن المفاجأة حينما يكون باطنها دعوة جنسيّة للسرير، لمجرد أنني امرأة تمارس طقوس حياتها الشخصيّة بطريقة الانفتاح الأوروبي الذي أحترمه من دون أن أحذف شخصيتي الشرقيّة، نعم، أحتسي الشراب وأراقص أصدقائي وأرتدي مايتطابق مع أية امرأة أوروبية متحررة تعتبر أنّ إظهار المفاتن شأن خاص بها، السؤال هو لماذا لم يصادفني هذا الشيء مع أصدقائي الأوروبيين الذين أكون معهم في جلسات ودعوات وأماكن أكثر خصوصية، ولكن مع هذا تجدينهم يراعون صداقتنا بكاملِ الرُقيّ.
تشويش وانسحاق
“الثقة المطلقة بنقاء نظرة الرجل الشرقي، حتى لو جاوز اندماجه في المجتمع الأوروبي العشرين عاماً، هو أمر مستحيل مقابل الرجل الأوروبي وتلك حقيقة شئنا أم أبينا.” هذا هو رأي صاحبة مطعم في ستوكهولم (سارة الساعدي) مكملة: أنا أعتقد بالمقابل أن الرجل والمرأة هما أسيرا تلك النظرة المنسحقة، أمّا التركيز على ذهنيّة تعامل الرجل مع الجسد فهنا نظرة الحريم كما نسميها شرقياً تفرض عليه نوعاً من التشويش، وبالمناسبة أنا أستغرب من يصف المجتمع الأوروبي بالمتفكك، فهكذا وصف أطلقه الفرد الشرقي كي يقنع نفسه بواقعه وعجزه عن التغيير والاندماج، بل أن المجتمع الأوروبي يتعامل مع الإنسان كفرد بغضّ النظر عن جنسه ويسنّ القواتين التي تحمي الفرد بالتساوي، مع وجود أحزاب ومنظمات أوروبيّة ماتزال تناضل من أجل إذابة الفوارق أكثر فأكثر.
تسويق مُفتعل
المتخصصة في مجال التنمية البشرية الأوروبية (قدرة الهرّ) تقول: “إن المرأة الأوروبية المرئية بكل شيء لاتُعامل من قبل الرجل كمادة جنسية.” مكملة: الشخصيّة تُقدم من خلال السلوك والقصد هُنا يكون ضمن التفاصيل العامة والخاصة تحديداً، أنا أجد من تلك المنطقة التسويقية بأنّ الجسد الأنثوي الشرقي يُقدم نفسه مادة جنسيّة او لنقل أنه يضع السرير في مقدمة اهتمامات تركيز الرجل، او طريقه جذب اهتمامه او إثارة جنونهِ العاطفي، بل أن هنالك بعضهن حينما تفشل مراهنتها على بضاعتها الجنسيّة تعود لاتهام الرجل بالشرقيّة الرجعية وبأنه ليس أكثر من عضو ذكري بهيئة رجل.