كريم هاشم العبودي/
فجأة ومن دون سابق إنذار انهارت (ن م), حينما شاهدت زوجها (ا.ك) مع احدى الفتيات في تسجيل فيديو ما زال يحتفظ به زوجها في جهازه النقال، اكتشفت كل ذلك عن طريق المصادفة بينما كانت تبحث عن التسجيل الخاص بعيد ميلاد ابنتها ذات الثلاث سنوات، وتقول لم أكن أتصور زوجي يرتكب هذه الحماقة بعد قصة حب بيننا توجت بالزواج وانعم الله علينا بطفلة جميلة أصبحت كل حياتنا, لاسيما وأنا تحملت ضغط الأهل والأخ الأكبر الذين كانوا ضد هذا الزواج.
اخبروها بأنهم سيحرمونها من الميراث إذا اصرت على هذا الزواج, وتضيف أنا في وضع لا احسد عليه فإن ذهبت الى منزل والدي وبحت بكل ما جرى سيواجهني الوالد والأهل بذات الكلام الذي سمعته منهم قبل سنوات وإذا استسلمت للأمر الواقع وارتضيت تصرف زوجي سيتمادى وسيهدم عش الزوجية الى غير رجعة..
علاقات مشبوهة!!
حيرة (ن.م) أخذت تزداد حينما لاحظت بأن زوجها غير مبال لمشاعرها برغم حبه الشديد لها فكانت تسمع عددا من الرسائل تصل زوجها، خاصة أثناء الليل.
وهنا فاتحته بالموضوع وحذرته بأن عش الزوجية أصبح على حافة الانهيار بسبب تصرفاته الصبيانية وعلاقاته المشبوهة. زوجها استمع لها بإهتمام وانحنى على يديها ليقبلها ويقسم بأنها كانت نزوة عابرة ولن تعود وأكد لها بعذاب الضمير الذي بداخله من خلال بريق الدمع الذي سال على مقلتيه فغفرت له هذه النزوة حفاظا على أن لا يكون هنالك شرخ في جدار عشها الزوجي..
لهيب يستعر!!
امرأة أخرى رفضت الكشف عن اسمها, تقول بالرغم من أنني متزوجة حديثا وسعيدة جدا في حياتي الزوجية فأنني أرى أن الرجل بطبيعته يميل الى الجنس الآخر أكثر من ميل المرأة للرجل وبذلك يكون الرجل ميالا للخيانة ولكن مفهوم الخيانة في الحياة الزوجية تختلف من امرأة لأخرى..
وتضيف: أن تسامح المرأة لنزوة في حياة الزوج هي بمثابة رماد فوق لهيب يستعر وأن تظاهرها بهذا التسامح هو خداع للنفس وايهامها بأن زوجها لن يعاود خداعها مرة ثانية، ولكن الحقيقة غير ذلك تماما اذ كيف اسمح لمن وهبته حبي وشبابي وعمري كله أن يهجر بيته وزوجته لبيت آخر وامرأة آخرى أنه حقا سيصيب النفس بشرخ أبدي حتى لو اعلن توبته.
شماعة الإهمال
وتقول هناء السعدي/موظفة: أنا أرفض تماما أن يعلق الزوج عندما يخون زوجته تلك الخيانة على شماعة الاهمال والحقوق والواجبات وغيرها من الحجج التي يتشدق.
عقلانية امرأة
أما أم أحمد/ ربة بيت فقالت: أن ثقة المرأة بنفسها هي السلاح الأساس الذي تستطيع به أن تجابه أية هزة قد تصيب حياتها الزوجية تتساوى في ذلك نزوة عابرة في حياة زوجها أو حتى زواجه بأخرى لأن الثقة بالنفس هي وحدها القادرة على كبح جماح الغيرة ومشاعر الألم التي تشتعل بداخلها من جراء هجر زواجها, وهنا نستطيع القول بأن الزوج قد يقع تحت اغراءات مزيفة من قبل امرأة أخرى تتوهم بأنها قادرة على أن تمنحه من السعادة والحب والهناء ما لا تستطيعه زوجته فيقع المسكين ضحية لهذه الأوهام ولا يفيق الا عندما يجد نفسه فريسة بين أنياب شيطان رجيم لا يريد منه الا هدم حياته وخراب بيته.
وتضيف: لذلك أقول أن غفران المرأة لنزوة عابرة في حياة زوجها هي الأقرب للاسلوب الأمثل الذي يجب أن تنتهجه العاقلة التي تريد الابقاء على حياتها وأسرتها ولكن على الزوج الا يظن أن تسامح المرأة وغفرانها لزلته جاء عن ضعف وتسليم بالأمر الواقع واستسلام لرغباته ونزواته، انما عن قوة وقدرة على كبح جماح ثورتها وغيرتها ويقينها من أن زوجها قد ادرك فداحة خطأه وأنه قد ندم عليه وعزم على الا يعود اليه ثانية.
توبة نصوح!
وللمحامية اسراء الساعدي رأي في هذا الموضوع, فقالت: الانسان ليس معصوما من الخطأ ولقد نبهنا سيد البشرية الى هذه الحقيقة حين قال (صلى الله عليه وسلم) (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون), ومن خلال هذه الحقيقة يتبين لنا أن خيار الناس هم الذين يتراجعون حين يدركون خطأهم فيتوبون توبة نصوح لا رجعة فيها..
الضحية
زهراء/ طالبة (21 سنة): أمي لم تتحمل الاستمرار مع أبي بعد اكتشاف خيانته لها مع صديقتها، فنفصلا وأسس كل منهما حياته الخاصة، فكنت وأخي الضحيتين ودفعنا ثمنا باهظا لنزوة عابرة نسميها الخيانة الزوجية.
مجتمعنا ذكوري!
أحلام/موظفة (31 سنة): توكد اننا نعيش في مجتمع ذكوري وبالتالي فإن الزوج غالبا ما يعطي نفسه الحق في الخيانة بذريعة الضغط اليومي والنفسي والمشاكل العائلية أو بدعوى أو الترويح عن النفس وتجديد نظرته للحياة ولزوجته، ويتوقع أن زوجته ستصفح عنه في حالة انكشف أمره، لأن المرأة العراقية في نظره لا تستطيع العيش دون زوج يسندها ويمنع عنها الألسنة وكلام الناس والشبهات.
فقدان الثقة بالنفس!!
حسن/ مقاول (44 سنة) يقول: يجب على الرجل أن يستوعب أن الخيانة تمس المرأة وتسبب لها الانهيار العصبي والاكتئاب وفقدان الثقة في النفس والآخر، وهذه العناصر الثلاثة قادرة على تحويل الحياة الزوجية إلى جحيم وإلى ضياع الأبناء وسط هواجس المرأة ولامبالاة الرجل، وقد ينتهي الأمر بارتكاب جريمة قتل أو انتحار أو لجوء إلى الشعوذة وفي حالات كثيرة قد تقوم هذه المرأة التي قام زوجها بخيانتها إلى اقتراف ذاتِ الخطيئة انتقاما لكرامتها وكبريائها.
سعاد/ محامية (44 سنة): لا أحد يقبل بالخيانة أو يستسيغها خصوصا المرأة، ولكن في وجود الأبناء يجب أن يحكم العقل. فقد تكون مجرد نزوة عابرة أو لحظة ضعف أو ظروف استثنائية، لذا أنصح بالمحافظة على استقرار الأسرة والتقصي لمعرفة دوافع الخيانة، وإذا استمر الرجل في أفعاله للزوجة كامل الحرية في تقرير مصير حياتها الزوجية.
هشام/ باحث اجتماعي (43 سنة) : المرأة العراقية تعرف بالفطنة والذكاء واستعمال العقل في مواقف حرجة ولحظات صعبة قد يمر بها الزواج للحفاظ على استمرار الزواج ومعه استقرار الأسرة، ولكن لا يجب لجميع هذه الخصال النبيلة أن نقوم بخيانتها لأن الخيانة من الخطوط الحمر التي لا يمكن تجاوزها احتراما للشريعة والذات والشريك.
لن أتحمل الخيانة!!
نادية/ اعلامية (32 سنة): شقيقة زوجي تعاني من خيانة زوجها المتكررة الذي يعترف لها بذلك، برغم ذلك ما زالت تعيش معه تحت سقف واحد. ويقول زوجي (شقيقها) في ذلك، أنها زوجة مثالية لا تُعرض بيتها إلى الانهيار وأولادها إلى التشرد. أتمنى من الله أن لا أعيش تجربتها لأني لن أتحمل الخيانة ولن أستمر في زواجي لأن كرامتي لن تسمح.