الذكاء الاصطناعي يحـــوّل هواتفنا الذكية إلى “”أنتيكات”” قريباً !

ترجمة / خالد قاسم/

من المؤمل أن تصل الأجهزة المحمولة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، التي تتصل مباشرة بروبوت الدردشة، دون الحاجة إلى تطبيقات أو شاشة تعمل باللمس، إلى السوق. فهل هو توجه عديم الفائدة أم أنه سيغير قواعد اللعبة؟ تخيل ذلك: أنت في الحافلة أو أنك تمشي في الحديقة، عندما تتذكر أن بعض المهام المهمة قد غابت عن ذهنك، إذ كان من المفترض أن ترسل بريداً إلكترونياً، أو تتابع اجتماعاً، أو ترتب لتناول الغداء مع صديق. دون أن يفوتك أي شيء، يمكنك ببساطة أن تقول بصوت عالٍ ما نسيته، حينها سيرسل الجهاز الصغير المثبت على صدرك، أو الذي يرتكز على أنفك، الرسالة، أو يلخص الاجتماع، أو يرسل الى صديقك دعوة لتناول الغداء. لقد جرى الاهتمام بالعمل دون الحاجة إلى الضغط على شاشة هاتفك الذكي. إنه نوع من الراحة المثالية التي تأمل موجة متنامية من شركات التكنولوجيا في تحقيقها من خلال الذكاء الاصطناعي.
دمج التكنلوجيا
ازدهرت شعبية برامج الدردشة التوليدية المستندة إلى الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في العام الماضي، فقد تسابقت محركات البحث مثل غوغل، وتطبيقات المراسلة مثل Slack، وخدمات الوسائط الاجتماعية مثل سناب شات، الى دمج التكنولوجيا في أنظمتها. ومع ذلك، فقد أصبحت إضافات الذكاء الاصطناعي مشهداً مألوفاً عبر التطبيقات والبرامج، إذ إن نفس التكنولوجيا التوليدية تحاول الآن الانضمام إلى عالم الأجهزة، حيث ترفع أول أجهزة استهلاكية تعمل بالذكاء الاصطناعي رؤوسها وتتنافس على الفضاء مع هواتفنا الذكية.
آيفون.. أول الخارجين
سيكون أول من يخرج من البوابة هو Ai Pin من شركة Humane الناشئة في كاليفورنيا. حجمه أكبر قليلاً من علبة الفازلين، وهو جهاز يمكن ارتداؤه بتثبيته على قميصك عبر المغناطيس. يمكنه إرسال الرسائل النصية وإجراء المكالمات والتقاط الصور وتشغيل الموسيقى. لكنه لا يدعم التطبيقات ولا يحتوي على شاشة. بدلاً من ذلك، يستخدم الليزر لعرض واجهة بسيطة على راحة يدك الممدودة، ويمكن توجيه روبوت الدردشة المدمج بالذكاء الاصطناعي من خلال الأوامر الصوتية للبحث في الويب، أو الإجابة على الاستفسارات بنفس الطريقة التي تتوقعها من ChatGPT.
أميركا والصين
في الوقت نفسه، قامت شركة (ميتا)، الشركة الأم لفيسبوك، بطرح زوج من النظارات الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بالشراكة مع Ray-Ban، وحذت حذوها الشركتان الصينيتان TCL وOppo بنظارات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما. إنهم جميعا يفعلون نفس الشيء تقريبا مثل Ai Pin، ويجري تسويقهم للطريقة التي يتصلون بها ببرنامج الدردشة الآلي الذي يستجيب للأوامر الصوتية.
تتجلى نية التصميم هذه بشكل أكثر وضوحاً في القلادة المقبلة من شركة Rewind الأميركية الناشئة و Tab AI من مطور البرامج (آفي شيفمان). جرى تصميم هذه الأجهزة الصغيرة لتتدلى حول الرقبة وتسجل بشكل سلبي كل ما تسمعه وتقوله خلال اليوم، قبل نسخ وتلخيص الأجزاء الأكثر أهمية لتتمكن من قراءتها مرة أخرى في الوقت الذي يناسبك لاحقاً. إنها أدوات إنتاجية، تعمل بشكل أساسي على تجميع نوع من ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تجري مشاهدتها في أي مكان آخر في جهاز مستقل.
لكن لماذا تريد جهازاً لا يفعل أكثر مما يستطيع هاتفك الذكي فعله بالفعل؟ الجواب هو لتحرير نفسك من عناصره الأقل فائدة. تعمل شركة Humane على الترويج لـ Ai Pin كوسيلة للحد من الاستخدام المفرط للهواتف الذكية من خلال تقديم نفس الوظائف الأساسية دون التطبيقات التي تسبب الإدمان، التي تجعلنا نتصفح بشكل إلزامي.
مع ذلك، فإن التكنولوجيا القابلة للارتداء لها تاريخ غير مكتمل. حاولت شركة غوغل الترويج لفكرة النظارات الذكية في عام 2013 من خلال إطلاق (غوغل غلاس). وعلى الرغم من افتقاره إلى برنامج chatbot يعمل بالذكاء الاصطناعي، فقد جرى تصميمه بالمثل كبديل للهاتف الذكي الذي من شأنه أن يوفر المعلومات للمستخدمين من خلال شاشة عرض العدسة ويمكنه الاستجابة للأوامر الصوتية.
لكن حتى لو جرى حل هذه المشكلات، فإن أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء لا تزال تواجه عوائق تتعلق بالهدف. وقد طرحت سامسونغ وغوغل وغيرها من الشركات المصنعة بالفعل ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في أحدث طرازاتها من الهواتف الذكية، وتزويدها بنفس الأدوات الإنتاجية، وعلى وجه التحديد صياغة الرسائل والترجمة والاستعلام الفوري التي تتباهى بها أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء. كما عرضت شركة الاتصالات الألمانية (دويتشه تيليكوم) مؤخراً مفهوم الهاتف الذكي الذي يعتمد فقط على الذكاء الاصطناعي ولا يدعم أية تطبيقات على الإطلاق.