فاتن حسين/
كثيرا ما نسمع عن علاقات متينة انتهت بالفشل، كالصداقة والحب والزواج حتى وصل هذا النخر إلى بؤرة الأسرة، فعمل على تشظيها كالعلاقات مع الأخوة والأقارب.
المصالح الشخصية الوحش الذي سيطر على نفوس الكثيرين ليقسم الانسان الى قسمين ظاهره يخالف باطنه.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل البحث عن المصلحة الشخصية شيء معيب، أم هنالك معايير يجب اتباعها حتى لاتكون على حساب العلاقات الاجتماعية.
الاختيار الصائب
الطالبة في كلية القانون جوان محمد (20)عاماً قالت،إن “فشل العلاقات مع الأصدقاء او نجاحها يعتمد على اختيار الانسان، فالاختيار الصائب يبعد أصحاب المصالح الشخصية، لذلك يجب التأني والحذر عند اختيار الأصدقاء، فالصداقة شيء جميل ومقدس يجب أن تبتعد عن شوائب المصالح”.
الزمن يزيل الأقنعة
صورة العلاقات الصادقة شوهت بزحمة الحياة، فصديق اليوم ربما يختفي غداً، تبعاً لمصلحته.
تيسير جواد طالب في كلية العلوم (34) عاماً حدثنا عن أصدقاء المصلحة قائلا ” خطُّ المصلحة أصبح معظم الأصدقاء يسيرون عليه، ويقيمون علاقات مؤقتة تنتهي بانتهاء المصلحة”، مؤكدا “”أننا لايمكن أن نعرف الطرف الآخر الا بعد مدة من الزمن، فالمواقف هي التي تزيل أقنعة البشر”.
علاقات صادقة
الصدق في علاقاتنا الشخصية أصبح عملة نادرة، ليصل هذا الوجع حتى داخل كينونة الأسرة، محمد عباس يبلغ من العمر (31) عاماً تطرق إلى هذا الموضوع بطابع يشوبه شيء من الحزن قال “اعاني كثيراً من استغلال اخوتي لي، فهم لايسألون عني الا حين تكون لهم حاجة لاقضيها لهم؛ ولايقفون معي وقت أزماتي، حبهم لي على قدر مصلحتهم”، ثم توقف برهة ضاغطاً راحتي يديه، ليكمل ” افعل كل هذا من أجل الحصول على رضا والدتي، برغم علمي بحقيقتهم”.
شطارة
هل “المصلحجي” شخص ذكي يفهم عصره، ويتماشى مع ماتتطلبه الحياة، أم أنه الخاسر الوحيد، لأن الجميع على علمٍ به، ومن ثمَّ يتعاملون معه وفقاً لغاياته ؟؟
داخل مجتمع العمل هناك أمورٌ تحكمها المصالح أيضاً، فبعض الأفراد الذين يحاولون داخل مكان العمل إقامة صداقات غايتها المصلحة فقط، لتيسير أمورهم، فيبدأ “تقبيل الايادي” للمديرين لكسب ودّهم ورضاهم. هذا ما قالته سهى عماد موظفة (40) عاماً مؤكدة أن”علاقات الأشخاص داخل مجتمع العمل علاقات يحكمها جو العمل فقط، ومن المؤكد أن المصلحة ستدخل في علاقات الأشخاص مع بعضهم على حساب الآخرين من أجل تحقيق المصلحة الشخصية”.
زواج المصلحة
في مجتمع تحكمه الماديات والمظاهر لانستغرب اذا وصل تحقيق المصالح الذاتية على حساب الارتباط المقدس(الزواج)، حتّى هذه العلاقة، التي من المفروض أن تُبنَى على أسس صحيحة يسودها التفاهم والصراحة والحب، إلى وسيلة تحكمها الحسابات الشخصية.
وتذكر سارة سعد موظفة) 22( عاماً قصة زميلة لها في العمل، تزوجت من المدير العام الذي يكبرها مايقارب 40 عاماً، من أجل أن يوفر لها الرفاهية التي لايستطع الشاب توفيرها “، مؤكدة أن “زميلتنا ليست الحالة الوحيدة التي تزوجت من رجل مسن لتحقيق رغباتها المادية، انما هذه الظواهر تحدث وبكثرة هذه الأيام، فالفتاة تبحث عن زوج يحقق أحلامها ومتطلباتها، وكذلك الشاب يبحث عن فتاة موظفة تعينه على مصاريف الحياة”.