ترجمة : ثريا جواد /
إنَّ أكثر أشكال العنف غدراً وانتشاراً ضد المرأة هي تلك التي لا يمكن رؤيتها والسؤال هو كيف يمكن لاولئك الذين لديهم القدرة على إلحاق الضرر بالآخرين والعواقب الناجمة عن أفعالهم أن ينجوا من الملاحقة.
الاجهاض غير القانوني
هناك أمثلة عديدة على ممارسة العنف ضد المرأة ومنها حالات الحمل خارج الرحم أو كما يطلق عليه (الحمل المنتبذ) الذي يشكل خطراً على المرأة الحامل ولا يستمر لفترة ولادة الطفل ويجب على الإطباء إعادة زرع الجنين في رحم المرأة أو مواجهة تهمة “القتل الناتج عن الإجهاض” ولا يوجد مثل هذا الإجراء في العلوم الطبية.
الكراهية المتطرفة
وصفت “كيت جيلمور” نائبة مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في حديث في لندن في شهرحزيران من العام 2019 سياسة الولايات المتحدة بشأن الإجهاض بأنها شكل من أشكال الكراهية المتطرفة التي ترقى إلى مستوى تعذيب النساء، وصرحت: “لم نسمها بنفس الطريقة التي لدينا بها أشكال أخرى من كراهية المتطرفين، ولكن هذا هو العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المرأة، بلا شك”.
أصبحت الأفعال التي تغذيها الكراهية أمرا شائعا في القرن الحادي والعشرين لكن ربما يكون من الأقل شيوعا سماع كراهية المتطرفين لا سيما ضد النساء، إذ تتم تسميتها علانية على أنَّها محرك الآلية القانونية العليا في الغرب.
إنَّها سمة من سمات (العنف الذكوري) في الغالب – “العنف الحاكم”، كما يمكن تسميته، لأنَّه يمثّل جهاز الدولة ويتحمله أنه يقدم نفسه دائماً على أنه يدافع عن حقوق الأبرياء، هؤلاء الرجال قتلة لكن إجرامهم غير مرئي – للعالم (عمليات الإجهاض غير القانونية تعود إلى الشوارع الخلفية) وأضافت: يزدهر هذا العنف في عصرنا على شكل من أشكال العمى العقلي مثل نبات الدفيئة، فإنه يزدهر تحت بخار مسكر لقناعته التي لا يمكن إيقافها ولا يقتصر العنف على المرأة فقط بل حتى الرجال تعرضوا للعنف وأصبحوا ضحايا عبر التاريخ.
مواطنو الأقليات العرقية
كتبت كانت آرندت في الخمسينيات من القرن الماضي عن أشكال الشمولية القاتلة التي انتشرت على الأرض، لكن كلماتها الحكيمة لا تقل أهمية الآن، عندما تكون الديكتاتوريات في صعود، نواجه تدمير الكوكب وخير مثال هم الرجال السود الذين يتم إطلاق النار عليهم في شوارع الولايات المتحدة، ومعدلات الوفيات المرتفعة والناتجة من التقشف وتفشي عدم المساواة والفقر تتزايد يوما بعد يوم.
عندما بدأ الوباء في الانتشار في جميع أنحاء العالم في نهاية العام 2019، سرعان ما أصبح من الواضح أن واحدة من أكثر ميزاته لفتا للنظر هي الطريقة التي يبرز بها خطوط الصدع العرقية والاقتصادية للعالم – من حقيقة أن السود والآسيويين من المرجح أن يموت مواطنو الأقليات العرقية في المملكة المتحدة بأربعة أضعاف من البيض بسبب Covid-19 ومقتل جورج فلويد في منتصف الوباء ما هو الا سياق تاريخي للعنف.
عن الغارديان