ثريا جواد /
ما تزال النظرة المرعبة والمخيفة لدى العديد من الفتيات المؤهلات للزواج عن وجود أم الزوج (العمّة)، كما يطلق عليها بلغتنا الشائعة، معها في بيت واحد، وموقف الأبناء الحائر بين أمهاتهم وزوجاتهم في حال حدوث مشاجرات ومشادات بين الطرفين. يقال قديماً إن أمنا (حواء) هي من أسعد نساء العالم لأنها ليست لها (عمّة) تشاركها آدم.
الكثير من النساء عبّرن عن آرائهن بخصوص هذا الموضوع، وتباينت تلك الآراء بين موافقة بعضهن على العيش مع أم زوجها في بيت واحد، ورفض بعضهن الآخر فكرة وجودهن معاً لأسباب كثيرة.. وبلا تحفظات.
قناع مزيف
علياء قحطان (36 عاماً، ربة بيت وأم لثلاثة أطفال)، تقول: في بداية زواجي كانت أم زوجي لطيفة للغاية وتعاملني بكل ود وحنان وكأنني ابنتها، لكن سرعان ما تغير كل شيء، إذ لم يمر وقت طويل حتى انقلبت رأساً على عقب ونزعت قناعها المزيف الذي كانت ترتديه، وبدأت تنهال عليّ بالسب والشتم لأتفه الأسباب وتعاملني وكأنني خادمة في البيت، وزوجي يقف حائراً بين الطرفين ولا يمكنه أن يكون عادلاً أبداً، فهو تارة مع أمه وأخرى معي، فلكل واحدة منا مكانة خاصة في قلبه، في الأخير ومن أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قررنا، أنا وزوجي، ترك البيت والسكن في مكان آخر. ونصيحتي لكل شابّة أن تعيش بعيداً عن أهل زوجها.
“توأم الروح”
-(توأم روحي) هو اسم الدلع الذي تطلقه أم زوجي على ابنها المدلل والوحيد. هذا ماعبّرت عنه طيف كامل (30عاماً، معلمة تاريخ وأم لطفلتين)، عن تعاستها ومرارتها من (العمّة)، إذ أنها تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، ولا يمر أي موضوع بسلام، فهي تشاركنا في كل شيء، حتى في الدخول والخروج. حلمي أن أنفرد بزوجي لوحدنا من دون أن تكون أمه برفقتنا وتتدخل في التفاصيل المملة، وحتى في تعاملي وتربيتي لبناتي. ورغم كل هذه المشاكل والتدخلات لكني ما زلت أعيش معها في نفس البيت لأنها امرأة كبيرة في السن وعلينا مراعاتها والاهتمام بها من أجل زوجي الذي أكن له كل الحب والود.
“نمبر وان”
– تقول السيدة نجلاء الشمري (40 عاماً، مهندسة مدنية): أم زوجي رفضت زواجنا في بادئ الأمر لأني أنتمي الى عائلة فقيرة، على الرغم من أنني خريجة جامعة وأعيش، والحمد لله، مستورة. وعندما تزوجت من ابنها كانت تعيّرني دائماً بفقري وكأني لست بشراً، لكنني قررت أن أثبت لها العكس وأبيّن لها أن الإنسان فقير بماله لكنه غني بأخلاقه، وفعلاً بالتدريج بدأت تتغير كل تصرفاتها تجاهي وبدلت نظرتها، لأنها وجدت عندي كل الحب والاحترام لها، فهي بمثابة أم ثانية لي. وعندما رزقت بابنتي البكر لم تسعها الفرحة، فهي تعشقها حدّ الجنون. وعلى الرغم من أني الـ(الكنّة) السادسة في البيت لكني الآن (نمبر وان) من بين الأخريات.
حلوها ومرّها
أم عمر، (60 عاماً، موظفة متقاعدة)، تقول: أعيش في بيت أهل زوجي منذ 40 سنة, تزوجته وأنا في العشرين من عمري، ومع أمه (العمّة، رحمها الله) كانت تحدث بيننا الكثير من المشاحنات والمصادمات، لكننا سرعان ما كنا ننسى كل خلاف على الفور لأنني أحب زوجي كثيراً ولا أريد أن أحمّله همّاً فوق طاقته، وكذلك والدته التي كانت لا تذكر له الخلافات والنقاشات التي تدور بيننا، وهكذا سارت السفينة، فالحياة يجب ان تمضي وعلينا تقبّلها بحلوها ومرّها.
الضيف الجديد
تقول د.ميساء صائب، اختصاص علم النفس: العلاقة بين العمة والكنّة هي علاقة أزلية، ودائماً ما ينظر إليها على أنها علاقة عدوانية ومربكة بين الطرفين، فلا يمكن أن يحدث تفاهم بينهما أبداً. لكن هناك العكس من ذلك، فمن الممكن أن تكون العلاقة بين الطرفين متينة ومفرحة وذلك يعتمد بالدرجة الأولى على (الكنّة) لأنها الضيف الجديد القادم الى العائلة، فبالقليل من التواضع والكثير من التجاوب والقدرة على كسب ود الآخرين وحبهم واحترامهم يمكن أن يقود ذلك الى حياة سعيدة وهادئة.