ترجمة: ثريا جواد /
البحث السريع عن مصطلح (الأزياء المحتشمة) على الـ(غوغل) تنتج عنه نحو 149 مليون نتيجة، في حين أن تقارير Pinterest UK تشير إلى أن البحث عن المصطلح ارتفع بنسبة 500% منذ بداية عام 2019.
والأكثر من ذلك، أن سوق الأزياء العالمية المحافظة تستحق بالفعل مليارات الدولارات، وهذا الرقم من المقرر أن يرتفع بحلول عام 2020، وتتوقع حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي أن تبلغ قيمة السوق أكثر من 226 مليار جنيه إسترليني.
ماذا تعني كلمة “أزياء محافظة أو محتشمة”؟
على الرغم من أن ارتداء الملابس المحافظة قد يبدو مختلفاً مع أحدث اتجاهات الموضة، بدءاً من أزياء “ايف سان لوران” المتدلية والشورت القصير من جاكيموس (مصمم الأزياء الفرنسي الشهير)، إلا أن الملابس المحتشمة – على وفق رؤى وإحصاءات – أصبحت هي الأكثر شيوعاً في الموضة، ويمكن تفسير مصطلح (الأزياء المحافظة) بعدد من الطرق المختلفة، ومع ذلك فإنه يستخدم عادة لوصف الملابس التي تخفي الجسم بدلاً من إبراز مفاتنه، وعادة ما تشمل هذه الملابس الحجاب والبرقع وكذلك السراويل والسترات والفساتين.
برز صعود الأزياء المحتشمة، وتحديداً في حالة النساء المتدينات الشابات، من خلال الحاجة إلى المزيد من خيارات الملابس العصرية، في حين أن قرار ارتداء هذا النوع من الملابس يمكن أن يكون لأسباب دينية أو ثقافية، إلا أنه يمكن ارتداؤها للوصول إلى جمالية أكثر اعتدالاً.
منصات التواصل الاجتماعي
قرر عدد متزايد من المصممين المسلمين ونجوم وسائل التواصل الاجتماعي ملء الثغرات التي اكتشفوها في السوق، مستخدمين منصاتهم لاكتساب النفوذ وإقامة متاجر على الإنترنت، وقد ازدادت شعبية الأزياء المحتشمة على مواقع الإنستغرام وصور مدونات الأزياء أمثال الفلسطينية (ماريا عليا) واللبنانية (حبيبة دا سيلفا) والإندونيسية (ديان بيلانجي) التي تملك ما يقرب من 5 ملايين متابع على الإنستغرام والتي أنشأت مجموعتها التصميمية الخاصة بها (بيلانجي) وقدمت العديد من عروض الأزياء في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وأستراليا ودبي ومصر والكويت والأردن، وهي أيضاً سفيرة العلامة التجارية (وردة) لمستحضرات التجميل، وقد نشرت كتابها الخاص،Hijab Street Style، عام 2012 الذي يضم مجموعة من الصور لأزياء الشارع للنساء المسلمات اللواتي ألهمنَها الفكرة.
الصور النمطية
يقول (ألطاف عليم) المدير التجاري المؤسس المشارك لـ Aab، وهي علامة تجارية خاصة بالأزياء أُطلقتْ عام 2007: ما كان متاحاً من الأزياء كان إما كئيباً أو مملاً، أما اليوم فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة مهمة للناس للتعبير عن شخصياتهم، ومن الإنصاف القول إن هذه الصناعة بدأت منزلية، إذ كان المصممون يصممون فساتين متواضعة، بينما باتوا يمتلكون اليوم الكثير من الخيارات، ويضيف: إنها صناعة تزداد شعبية يوماً بعد آخر وتحاول في الوقت نفسه القضاء على الصور النمطية، فمن الواضح أن هناك مكاسب مالية يجب تحقيقها عندما يتعلق الأمر بالأزياء المحافظة.
حقائق وأرقام
أيضاً، استجابت ماركات الأزياء الأكثر شيوعاً لطلبات العملاء، إذ أطلقت خطوط أزياء محافظة خاصة بها وبذلت جهوداً لجعل حملاتها أكثر شمولًا.
ففي عام 2014، قامت علامة DKNY بتسويق مجموعة رمضانية من القطع التي بدت مناسبة لمن يفضلون الملابس المحتشمة، في حين أن ماركة H&M أظهرت (ماريا إدريسي) وهي أول عارضة أزياء ترتدي الحجاب في عام 2015 ثم تلتها العديد من عارضات الأزياء المحجّبات اللائي ارتدين الحجاب بطريقة أنيقة وعصرية.
عن الاندبندنت