جرّاء جائحة كورونا.. النساء أكثـر عرضة للخسائر في الدخل من الرجال

#خليك_بالبيت

ترجمة: ثريا جواد /

أثّرت التداعيات الاقتصادية الناتجة من جائحة الفيروس التاجي في النساء بشدّة. وللمرة الأولى في التاريخ تعيش الولايات المتحدة في “هجرة” الانكماش الاقتصادي، إذ تؤثر خسائر الوظائف والدخل على النساء أكثر من الرجال.
في المدة من شباط/ فبراير حتى أيار/ مايو فقدت نحو 11,5 مليون امرأة وظائفهن مقارنة بـ 9 ملايين رجل وذلك بسبب إغلاق الأعمال خوفاً من انتشار كوفيد 19، ما يؤكد أن النساء أكثر عرضة للخسائر المفاجئة في الدخل.

الركود العظيم
دينيس فريدريك (مدبرة منزل) وأم عزباء من سانت لوسيا لم تتوقف عن عملها منذ بدء الوباء في مدينة نيويورك، لكنها فوجئت بخفض راتبها حالها حال الكثير من النساء اللواتي خُفضت رواتبهن بسبب الانكماش الاقتصادي الذي أثر في الجميع، ولاسيما شريحة النساء.
تقول فريدريك: حلم حياتي أن تكمل ابنتي ذات الـ (19) عاماً دراستها في الجامعة ودائماً ما أطلب منها أن تركز في دراستها، ولكن كيف يمكنني دفع فواتير الوجبة الثانية؟ لا أريد لها أن تتعرض للضغوط النفسية، إذ قد يؤثر ذلك في درجاتها ومستواها الدراسي، وأنا غير متأكدة من المدة التي سأمضيها بدون عمل في ظل التفشي السريع للوباء الذي بات خارج السيطرة.
وقد أبرزت الأرقام المذهلة الطبيعة المتغيرة للقوى العاملة وسلّطت الضوء على القضايا التي تم تجاهلها، تلك القضايا المرتبطة بهذا التحول. واتضح أن النساء، ولاسيما (الملونات) من ذوات البشرة السمراء، أكثر عرضة للخسائر المفاجئة في الدخل بسبب فجوة الأجور بين الجنسين، وأكثر اعتماداً على رعاية الأطفال والمدرسة لتكون قادرة على العمل.

دروس صعبة
تقول سي نيكول ماسون، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمعهد صحافة الحرب والسلام IWPR: أثناء ركود عام 2008 حاولنا أن يكون هناك انتعاش متساوٍ، وما حصل هذه المرة هو أن نتعلم من تلك الدروس الصعبة ونتأكد من المجتمعات الأكثر تأثراً وأن هناك برامج مستهدفة للتأكد من أنها قادرة على التعافي بنجاح. وأثناء هذه الأزمة الاقتصادية تصاعدت خسائر الوظائف عبر الصناعات، إذ شغلت النساء، ولاسيما (الملونات) واللاتينيات، عدداً غير متناسب من الوظائف مثل الضيافة والترفيه والتعليم، وحصل أكبر انخفاض في البطالة بنسبة 21% في هذا الركود، وعندما انتعشت أرقام التوظيف في شهر أيار (مايو)، كانت النساء السود أقل حظاً في الحصول على فرصة عمل بنسبة واحدة من كل ست نساء منهنّ عاطلة عن العمل، وذلك وفقاً لتحليل أجراه المركز القانوني الوطني للمرأة.
وأظهر مسح أجراه تحالف العمال المنزليين الوطنيين ومعهد دراسات السياسات أن 70٪ في الأقل من عاملات المنازل السود المهاجرات، مثل فريدريك، إما فقدن وظائفهن أو خُفضت أجورهن أو ساعات عملهن من بين 800 شخص شملهم الاستطلاع من أواخر أيار إلى أوائل حزيران، وقال 65٪ أنهم قلقون أو معرضون لخطر الإخلاء أو إغلاق مرفق في الأشهر الثلاثة المقبلة.
أقر الكونجرس في آذار الماضي قانون العطاء السخي بشكل غير عادي، وهو عبارة عن حزمة تحفيز زادت من تأمين البطالة بمقدار 600 دولار إضافية في الأسبوع أي بمعدل 15 دولاراً للساعة.
وتعد الولايات المتحدة واحدة من الدول القليلة التي لا تفرض إجازة مرضيّة مدفوعة الأجر، والآن وبسبب كوفيد 19 أصبح العمال مؤهلين للحصول عليها.
وأضافت ماسون: أنا متفائلة بشأن إمكانية خلق اقتصاد أكثر إنصافاً وإحضار بعض القضايا التي كان على كثير من النساء والأُسر التعامل معها بمفردهم، لذا فقد عُدّت هذه قضية فردية وليست قضية مؤسسية، وما ندركه الآن أن ما يحدث هو نتيجة أنظمة مكسورة لم تكن تعمل لغالبية الأمريكيين والناس.

عن الجارديان