حياتي مع زوجة أبي حرب مفتوحة!

 

المشكلة

عرضت السيدة (ق. الحائرة) في رسالة بعثتها إلى صفحة (افتح قلبك) مشكلتها الشخصية الملغومة بالتعقيد والحيرة، إذ تقول:
أنا امرأة مطلقة، عشت طفولتي بشكل طبيعي وكنت مدللة لدى والديّ، لكن هذا الحال لم يستمر طويلاً، فقد أصيبت أمي بمرض خطير توفيت على إثره، فعشنا اليتم أنا وأخي الكبير، إذ تغيرت حياتنا تماماً، واضطررت إلى ترك المدرسة لكي أقوم بكل واجبات أمي وتحمل المسؤوليات البيتية. وعلى الرغم من صغر سني آنذاك، إلا أن أعمامي أقنعوا والدي بالزواج. وبالفعل تزوج، وكانت زوجته جيدة معنا في البداية، لكنها لم ترجعني إلى المدرسة. أنجبت زوجة أبي ابنها الأول، وحينها بدأت المشكلات، مع العلم بأني فرحت كثيراً بقدوم أخي الصغير، وقمت برعايته والاعتناء به وبباقي أفراد الأسرة، لكن زوجة أبي بدأت تختلق المشكلات، ولم تعد ترغب بنا بعد إنجابها. وفي هذه الفترة تقدم عمي ليخطبني لابنه، لكن أبي رفض بسبب صغر سني. بعد ذلك زادت المشكلات حينما أنجبت زوجة أبي ابنتها، إذ أصبحت الحياة لا تطاق، الى أن جاءت خالتي لتخطبني لابنها، فوافق أبي، وفرحت كثيراً، ليس بالزواج، بل للخلاص من المشكلات، ومع كل هذا كنت أشتاق لإخوتي وأبي.
سكنت مع خالتي وزوجها وابنة خالتي، وكنت سعيدة، إذ لم يقصر زوجي معي في أي شيء في البداية، وأنجبت طفلتي الأولى، وبعدها جاء طفلي الثاني، لكن الحياة لم تستمر كما كانت، فقد تغير زوجي من ناحيتي وناحية أولادي، ومع ذلك لم أبح لأي أحد. وبعد مدة توفى زوج خالتي فقرروا بيع البيت وتقسيم الإرث، وأخذ زوجي حصته واشترى شقة انتقلنا للعيش فيها، حيث شعرت بكياني الكامل. لكن زوجي لم يتغير، بل إنه أوغل في خيانته، وفجأة قرر أن يبيع الشقة ليشتري قطعة أرض أكبر ويبنيها. وبالفعل بدأ البناء، وفي هذه الأثناء قررت أن أفاتح أخت زوجي -بنت خالتي- وشرحت لها بأنني أشك بخيانة زوجي لي، فقررت مساعدتي وتمكنت من تصوير خيانته من خلال الموبايل وأرسلت لي الأدلة، لكني أخفيت الموضوع وقلت في نفسي إنما هي نزوة. وفي هذه الأثناء احتاج زوجي مالاً لإتمام البناء فأعطيته كل ذهبي والمبالغ التي جمعتها للزمن، وهنا بالصدفة أراد زوجي أن يتصفح هاتفي، فرفضت كي لا يرى خيانته المحفوظة، غير أنه اتهمني بالخيانة، فتدخل أخي وجلس مع زوجي وشرح له الفكرة، لكنه بدلاً من الاعتذار لي طلقني واتهمني بأني أتتجسس عليه.
وهكذا رجعت للعيش مع زوجة أبي ومشكلاتها، علماً بأن أبي فرح بي كثيراً، وبقيت معهم فترة، لكني لم أعد أتحمل، فقرر أخي أن يؤجر داراً يسكن فيها معي ويتكفل بي وبأطفالي، مع العلم أن المحكمة حكمت لي ولأطفالي بنفقة أعيش بها بكرامة. وخطرت لي فكرة أن أزوج أخي وأن أستعيد أموالى من طليقي كي نتشارك في بناء بيت، انصحوني رجاءً كيف أرجع ما أعطيته له، انتظر ردكم ونصائحكم مع التقدير والامتنان.

الحل

سيدتي الفاضلة، الحياة لا تستمر بنمط معين دائماً وبدون مشكلات وصدمات، إذ على غفلة من الزمن يتغير كل شيء، أنت عشتِ بداية طبيعية محاطة بالحب والحنان العائلي، لكن فجأة انقلبت حياتك وانحرمت من طفولتك وحقوقك المشروعة، أولها إتمام دراستك، ثم تحملت المسؤولية كاملة عن أخيك وأبيك، مع أنك عشتِ حياة اليتم مع أخيك، وأنتما بأمس الحاجه لوجود الأم، وأيضاً عانيت من حياتك مع زوجة الأب، التي قد تكون في نظر الآخرين سيئة، لأنها ربما كانت ستتسبب في ضعف شخصيتك، لكن يبدو أن الظروف القاسية والصدمات جعلت منك إنسانة قوية قادرة على تخطي الظروف الصعبة. لهذا عزيزتي أنت إنسانة شجاعة، لكن الشيء الوحيد الذي ألومك عليه هو تركك الدراسة، ومع هذا فإن الأيام كفيلة بأن تكملي دراستك. أما بخصوص سؤالك فأنا، بحكم خبرتي العلمية في هذا المجال، سآتي أولا من الناحية القانونية، مع قلة خبرتي، لكني أرى أن إعطاءك الأموال لزوجك من وجهة نظر القانون يعتبر هبة، لأنه لا يوجد بينكما اتفاق موثق بورقة أو حتى اتفاق كلام.
مع ذلك يمكن أن يكون الحل عن طريق عقد مجلس عائلي بحضور كبار العائلة، بمن فيهم والدك وأخوك الكبير، ويفتح الحوار معه، بهذه الطريقة فقط يمكن إرجاع أموالك، ونصيحتي الأخرى لك عزيزتي أن تفكري بالعمل من داخل البيت، عمل لا يحتاج إلى شهادة، بل أن تفتحي مشروعك الخاص، كأن يكون تجهيزات غذائية مثلاً، الحقيقة أن هذه المشاريع ترجع بمردود مالي محدود، لكنه يجعلك تعيشين برخاء أنت وأبناؤك، ومن الخطأ الاتكاء على أخيك لأنه هو أيضاً لابد أن يتزوج وتكون له أسرة، وحينها لن يستطيع تحمل نفقات أسرتين، لذلك فكري عزيزتي وأبدئي من جديد.. والله الموفق.