افتح قلبك صفحة تُعنى بالمشكلات الأسرية التي تصل المجلة عن طريق البريد الإلكتروني أو أرقام هواتف المجلة نضعها أمام مجموعة من المتخصصين بقضايا الأسرة والمجتمع لإيجاد حلول لها.
المشكلة…
عرض (ص.الحائر) في رسالته التي بعثها إلى صفحة (افتح قلبك)، مشكلته الزوجية الملغومة بالحيرة، إذ يقول:
أنا شاب عمري 28 سنة، تزوجت منذ أكثر من سنة، وحياتي سعيدة ولا توجد فيها أية مشاكل. في فترة الخطوبة كنت متفقاً مع والد زوجتي على أنها بإمكانها أن تكمل دراستها بعد الزواج، حينها كانت زوجتي في الصف السادس الإعدادي. وبالفعل أكملت المرحلة بنجاح ودخلت الجامعة، وهنا بدأت أشعر بتقصيرها تجاهي وتجاه بيتها بسبب دراستها الصعبة التي أخذت كل وقتها، بالإضافة إلى المصاريف المادية، إذ أن مصاريف كليتها وتخصصها تحتاج إلى مبالغ مادية كثيرة، بالإضافة إلى مصاريف البيت الأخرى. بصراحة والدها كان يريد أن يؤجل الزواج لما بعد التخرج، لكني صممت حينها على أن تكمل دراستها بعد الزواج. لكن الأمر اختلف اليوم، وصرت أشعر بالضغوط الكثيرة وعدم قدرتها على التوفيق بين الدراسة ومسؤولياتها الزوجية والبيتية. تحدثت معها حول إهمالها وطلبت منها ترك الدراسة والتفرغ لبيتها، وقلت لها إني سوف أخصص لها مبلغاً شهرياً، لكنها رفضت رفضاً قاطعاً. لم أكن أرغب بتضخيم الموضوع وإشراك أهلها، لذلك أرجو منكم أن تنصحوني، وهل لي الحق أن أرغمها على ترك الدراسة؟ الحقيقة أنا تائه ولا أعرف الصواب، انتظر منكم النصيحة والإرشاد.
الحل…
د.شيماء العباسي، اختصاص علوم نفسية وتربوية، أجابت على المشكلة قائلة:
أولاً: يابُني أنت في بداية حياة جديدة، وانتقلت للتو من العزوبية إلى الزواج والالتزام وتحمل المسؤولية، وليست لديك الخبرة الكافية في احتواء الأزمات ومواجهة المشكلات الأسرية، لذا كان من الأفضل لك أن تسمع كلام والد زوجتك قبل الزواج وتتركها تكمل دراستها الجامعية لتتفرغ لك ولبيتها بعد الزواج، لكن الآن لا ينفع الندم.
نصيحتي لك أن تترك زوجتك تنهي دراستها الجامعية وأن تساندها وتقف إلى جانبها في اجتياز هذه المرحلة، لتشعرها بأنك أنت السند لها في هذه الحياة، ولا تعلم ياعزيزي ما تخفيه لك الأيام، فالحياة ليست سهلة، بل معقدة، فقد تكون زوجتك في مقبل الأيام سنداً ودعماً لك عندما تعمل بشهادتها بعد تخرجها، وقد يرزقكما الله بالأبناء. وعليك أن تعلم أن الأم المتعلمة أفضل بكثير من غير المتعلمة، ولاسيما في تربية ومتابعة الأبناء، فأنت الآن تشعر بثقل المسؤولية والالتزام، بعد أن كنت حراً عازباً وغير مسؤول.
ولدي العزيز.. عليك الا تتسرع وتجعل زوجتك تترك دراستها، فثقافة المرأة تعني ثقافة المجتمع بأكمله، فلا تتسرع وتتهور وتفكر بالطلاق، ولا تجعل هذه الكلمة -التي هي أبغض الحلال عند الله- على لسانك في المواقف التي تواجهك، بل عليك أن تكون رجلاً قوياً وتواجه المشكلات التي تواجهك بصلابة وإيمان، وهذه المشكلة التي تراها صعبة هي أبسط مما تتصور، فلماذا تريد أن تخسر زوجتك لسبب بسيط سينتهي مع الأيام، وهل تضمن أنك ستعثر على زوجة أفضل منها، لا أظن ذلك، أنصحك بالتريث وعدم التفكير بالطلاق، بل من الآن اجلس مع زوجتك وفكرا معاً في حياتكما المقبلة، وخططا لمستقبلكما ومستقبل أبنائكما.. ومن الله التوفيق والسداد.