رسم: ز ياد جسام /
صفحة تُعنى بالمشكلات الأسرية التي تصل المجلة عن طريق البريد الإلكتروني أو أرقام هواتف المجلة نضعها أمام مجموعة من المتخصصين بقضايا الأسرة والمجتمع لإيجاد حلول لها.
المشكلة…
بعثت السيدة أ. م برسالة الى صفحة “أريد حلاً” تعرض فيها مشكلتها مع صديقتها المقربة جداً، عرضت فيها جانباً من علاقتها مع صديقتها التي كانت شاهدة على علاقة الحب التي ربطتها مع زوجها، ومن ثم استمرار علاقتها بهما بعد الزواج. فقد كانت -كما تقول- في رسالتها “هذه الصديقة ليست ضيفاً أو زائراً عادياً في المناسبات، وإنما كأنها واحدة من أهل البيت، حضورها شبه يومي، فإن لم تأت طوعا كنت أتصل بها لتكون ثالثنا في البيت، حيث تستمر نقاشتنا الى ساعات متأخرة، فندعوها – أنا وزوجي- للمبيت في البيت، جمعتنا العلاقة الحميمة قبل الزواج، والاهتمامات الثقافية بعد الزواج بينها وبين زوجي، إذ كانا يخوضان في نقاشات مطولة أكون في بعض الأحيان طرفاً فيها، لكن طرفاً غير جالس معهما لانشغالي بأمور المطبخ.”
تواصل السيدة أ. تفصيل مشكلتها إذ تقول: “أخذت علاقة زوجي تتغير معي، ولمست منه اهتماماً وتقرباً الى صديقتي، إذ عندما أفتح معه حواراً بشأن هذه التغييرات، يصر بقوله إنها أوهامي الخاصة، ويطلب مني مغادرة هذه الأوهام. ناقشت هذه الحوارات معه في ذكرى زواجنا الثالثة، وبقيت أراقب تصرفاته مع صديقتي عن بعد أو قرب ، ومراقبة سلوكه وكلامه وإشاراته، وصارت شكوكي يقيناً. حتى أني لم أعد أتصل بها لزيارتنا أو إشراكها في الكثير من أمور البيت، لكن زوجي كان يدعوها بذريعة أنها صديقتي. تطورت الأمور بيني وبين زوجي فيما كانت صديقتي تقترب من زوجي أكثر مني ولا تخفي تصرفاتها واهتمامها به أمامي، حتى صار زوجي يغادر فراش الزوجية وينام في الاستقبال بعيداً عني لأني أصبحت مصدر إزعاج له وإقلاق لراحته، وهي خطوة للتقرب لها وإعلان مباشر عن استعداده التخلي عني والتمسك بها، لأنها أصبحت الأقرب له والأكثر تفهماً لاهتماماته ومشاركته تطلعاته الثقافية.
في ختام رسالتها تطلب السيدة أ. النصح والإرشاد بغية الحفاظ على استمرارية حياتها الزوجية بعيداً عن هذه المشاحنات وخشية فقدان زوجها لصالح صديقتها، ولاسيما بعد أن أصبحت لصيقة به في حضور الملتقيات والفعاليات الثقافية.
الحل…
الدكتورة شيماء العباسي الاختصاصية التربوية النفسية أجابت على رسالة السيدة ق. ك قائلة:
تحية طيبة سيدتي أ. م، أسأل الله أن يوفقك في تجاوز محنتك وبعد.. فإن ما تعرضت له من خيانة وغدر، تعرضت له كثيرات قبلك، فالثقة العمياء في الصديقات وإدخالهن البيوت وتعريفهن على الأزواج تنتهي في الغالب بمأساة. احمدي الله سيدتي أنك اكتشفت معدنها دون أضرار جسيمة وأنك قادرة على استرجاع حب وثقة زوجك بك، وهذا درس تتعلمين منه عدم إعطاء الثقة لأية صديقة، وحتى قريبة، وأيضاً عدم جعل زوجك يختلط بالفتيات وصديقاتك في منزلك مهما بلغت معزتهن ودرجة قرابتهن ومحبتهن. للأسف أن صديقتك استغلت صداقتك، وهناك قول يتردد كثيراً وهو “يارب احفظني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم.” عزيزتي: أحياناً لا يتوقع الإنسان الغدر من الأصدقاء، ولذلك يأمنهم، ولكن لا ننسى أن المثل يرد قائلاً “احذر عدوك مرة واحذر صديقك الف مرة.” سيدتي أ. م أنصحك بعدم التخلي عن حقك في زوجك تحت أي ظرف من الظروف، فالمشكلة التي أنت فيها تحتاج إلى وقت فقط، وعما قريب سيفيق زوجك وسيشعر بالندامة لفعلته هذه، ولكن عليك بشيء مهم جداً، وهو عدم معاتبته او أن تقولي له إنك على علاقه غراميه مع صديقتي، لأنك بهذا القول والفعل ستزرعين في داخله التقرب إلى صديقتك، حتى إذا لم يكن في علاقه معها، بل عليك بشيء مهم جداً هو حسن المعاملة، وأن تستخدمي العبارات العاطفية التي كنت تقولينها له قبل الزواج، وأن تستخدمي سلاح الأنوثة، فتزيني وتجملي وتقربي له أكثر من الأول، واستخدمي العبارات العاطفية والكلمات الرنانة وأكثري من استخدام عبارات الحب والغرام، وذكريه بعلاقتكما العاطفية قبل الزواج وحاولي أن تنتظريه وأن لا تنامي قبل حضوره، وحضري له وجبات الطعام التي يحبها من يديك وشاركيه الطعام وفاجئيه بتغيرك، ولا تقولي له: “إنني افعل ذلك حتى ترجع إلي وتبتعد عنها.” واحذري أن تستخدمي عبارات الضعف أمامه، وإنما اجعلي الأمر عادياً جداً. وهو قطعا سوف يستغرب من ذلك، وإذا سألك فلا تعلقي او تردي عليه بأكثر من قولك “هذا واجبي تجاهك لأنني أحبك.” سيدتي شاركي معه في النقاشات الثقافية التي يحبها لأن صديقتك استغلت إهمالك له في هذا الجانب بسبب انشغالك بأعمال المنزل لتجد الثغرة التي تدخل من خلالها الى قلب زوجك لتبعده عنك، كذلك اجعلي بيتك جنّة، زينيه بالورود والمناظر الجميلة إن استطعت، واهتمي بنفسك قدر استطاعتك والبسي له الملابس والألوان التي يحب أن تلبسيها له، ولا تجعليه ينام في مكان غير غرفة النوم، وتفرغي له تفرغاً تاماً عندما يكون داخل المنزل. أما الأعمال المنزلية فأنجزيها وهو خارج المنزل، وعليك سيدتي أن تتحلى بالحكمة وألا تهدمي حياتك الزوجية، فقد تكونين خاطئة بحكمك على زوجك، لذا فكري جيداً في الأسباب التي دفعت زوجك الى ذلك، فقد يكون الخلل بك بدون أن تتقصدي، لذلك حاولي الوصول إلى المشكلة بعقلانية وعدم تهور وتسرع، واعلمي سيدتي أن هذه الحالات أصبحت متكررة في ظل الظروف وضغوط الحياة والمشاكل التي يواجهها البيت العراقي، وأيضاً مع تأخر سن الزواج الذي يدفع بعض الفتيات لفعل اي شيء حتى يهربن من شبح العنوسة.
أخيراً سيدتي الأهم من كل هذا ألا تغفلي سلاح الدعاء فإنه لا يرد القضاء إلا الدعاء. وأنا واثقة من أن النهاية ستكون لصالحك إن شاء الله، وسيرجع زوجك إليك بإذن الله، وستكون حياتكما أسعد حياة، بشرط ألا تسمحي بعد ذلك لأي شخص، صديقة او قريبة، أن تدخل بيتك او تتطلع على حياتك الزوجية. وعما قريب سوف تبشرينا بعودة المياه إلى مجاريها بإذن الله.. ومن الله التوفيق.