آمنة الموزاني /
جمال بصَري خلاب يأخذ عائلتك في نزهة من اللطافة عند بيت سحري متواضع تسكنه عائلة (مادريغال) التي تعيش في قرية صغيرة بكولومبيا، كل واحد من أفرادها اللطفاء يُشعرك برغبتهِ في معانقتك حُباً من خلف الشاشة، فعلى الرغم من أن لكل واحدٍ منهم قدرات خارقة، إلا أن الألم كان متخفياً يوجع أرواحهم، إذ يجعل لها جانباً مُضيئاً وآخر مظلماً، كما هو حال (ميرابيل) البنت المرحة اللطيفة، التي تحاول تقبل فكرة اختلافها وعدم امتلاكها لأي سحرٍ ومهارات خارقة كإخوتها.
فيلم السحر (إنكانتو Encanto)من إنتاج شركة ديزني العملاقة، وبإمكانك مشاهدته مع العائلة من على منصة اليوتيوب والمواقع الأوروبية في عطلة نهاية الأسبوع، إذ أن له دوراً أخلاقياً وجمالياً في تشكيل وعي الأطفال وتلوينه بالترافة.
يلا نتابع الفلم:
بدأ من الجدة والأولاد، إذ مع أن لديهم قدرات سحرية مُدهشة، لكن كانت في شخصياتهم آلام لا يشعر بها أحد، صنعت عند كل منهم عقدة تحيطه باليأس.
مثلاً، (ميرابيل)، الفتاة العادية التي لا تمتلك قدرة السحر كالباقين، لذا تبقى حبيسة لعقدة الاختلاف والشعور بالفشل. أما (إيزابيلا)، فعلى الرغم من أنها تشعّ جاذبية، واينما تمشي تجاورها الورود كأنها أميرة في جنة صغيرة، لكنها تشعر بالسأم، فتنشئ في حالة غضبها نبتة صبار مختلفة، وتشعر بالفرح لأنه ليس قاسياً وإنما حقيقي كالورود.
في حين نلاحظ أن (لويزا) القوية التي تمتلك قدرة سحرية تجعلها فتاة ضخمة بعضلاتها، لكنها، ولكثرة المسؤولية والمثالية، تشعر في بعض الأوقات أن لا قيمة لنفسها وراحتها. أما (برونو) فيسمونه بـ (فأل الشؤم)، الذي اضطر للعيش متخفياً بوحدته بعيداً عن أحبائه بسبب قدرته السحرية على معرفة المستقبل، ولاسيما الأحداث السيئة، لذلك اعتبره الآخرون جالباً للمصائب، مع أنه لم يقل سوى الحقيقة.
تستمر الخفايا بين أفراد العائلة التي تنتظرها كارثة نفاد السحر والبيت المهدد بالانهيار.. وأحداث أخرى لا نريد إفساد متعة مشاهدتها..
مشاهد لافتة للنظر
رغم أنها ليست بخير وتكابد وجعها، كانت ميرابيل تردد دائماً “أنها بخير” لتخفي ألمها، مع انها تعاني كأي طفل من الاختلاف وأنها لا يمكن أن تكون فخراً لعائلتها، باعتبار أن تلك الحاجة في داخل كل بنت.
أما عبارة “أحياناً أُريد أن أبكي”، فترددها لويزا المتذمرة سراً من عضلاتها وضغط المسؤولية، وكم هو مؤلم أن لا تمتلك فرصة كي تعيش ضعفها.
أما لقطة برونو الحزين، وكلماته الحقيقية فتجعل الصمت أكثر بلاغة في كثير من الأحيان.
ولاحظنا ايضاً تركيز إيزابيلا على أشواك نبتة الصبار، وأن الحياة الحقيقية لها وجهان مختلفان، وأن التمسك بالوجه الجميل الممل يجبرنا على أن نظل مثاليين بتطرف.
بماذا أنصح عائلتي
أكبر خطأ هو أن تجبر أطفالك على أن يكونوا مثاليين في كل شيء، إذ أن ذلك أمر مُرهق، لأنهم في حاجة الى التجربة والتعلم من الخطأ. واحذر من جعل القوة أساساً لتعاملهم خارج البيت، وأن لا يمكن لأحدٍ أن يقهرهم بالقوة الجسمانية. فأنت هنا تشكل الجانب العدائي في شخصياتهم وتدمر الرؤوف منهم.
وكذلك لا تجعل الشعور بالمسؤولية مبالغاً فيه وأنهم يجب أن يكونوا كباراً ويتصرفون دون أية غلطة إذا ما كلفتهم بشيء، هذا الأمر سيعزز في دواخلهم عقدة القلق والتقصير قياساً بأعمارهم الصغيرة.