آية البهادلي/
على الرغم من الأجواء المرحة التي كانت تنثرها (سام)، الفتاة اللطيفة والمتشائمة في ذات الوقت، يقودها تصورها الخاطئ عن التعاسة إلى رحلة عائلية كوميدية طريفة مع صديقتها (هيذل) والقط، فيدخل الجميع في متاهة البحث عن تعويذة الحظ السعيد الضائع، ولا نعرف هل تمكنوا من إيجاده أم لا؟
إذن.. مرة أخرى تعاود الظهور على شباك التذاكر الأوروبية ومنصات النت، متلازمة البخت السيئ والحظ التعيس في فيلم (الحظ – luck)، لكن هذه المرة بطريقة كوميدية محببة للأطفال، بإمكانها انتزاع فكرة التشاؤم من عقولهم والتمكين بالإرادة والقدر.
يلا نتابع الفيلم:
أحداث الفيلم تدور حول الفتاة المتشائمة (سام) وصديقها القط، فهي تعاني من عقدة نفسية مزمنة وتصور دائمي بأنها (سيئة الحظ) منذ مولدها وحتى صباها، إلى درجة أن يصل بها الهوس في مساعدة أصدقائها، ولاسيما صديقتها المقربة الطفلة (هيذل) من أجل ألا تعاني وتعيش مثلها متشائمة من سوء الحظ هي الأخرى. هنا تمر الأحداث والمواقف الكوميدية والجادة اللطيفة والمطبات داخل الفيلم إلى أن تكتشف (سام) بالصدفة طريقة لجلب الحظ الجيد، وتعتقد اعتقاداً كلياً بأن خلاصها من الشؤم يكون بتلك الطريقة، لكنها تواجه المعوقات للوصول إلى الحظ، فتصبح معلقة بورطة بين منظمتي الحظ الجيد والحظ السيئ وأنها يجب أن تنقذ نفسها من تلك الورطة.
الغريب في تسلسل الأحداث أننا نكتشف أن الهدف الرئيس لسام، الذي يتضح في أحداث السيناريو، هو أنها لم تكن تبحث عن حظ جيد لها، بل إن هدفها طوال الوقت هو مساعدة هيذل، وطبعاً لا نريد تكملة النهاية وما سيحدث كي لا نحرق عليكم متعة المشاهدة..
مشاهد تلفت النظر:
ما لفت نظري في مشاهد الفيلم الجميلة والمشوقة هو أن حل العقدة والمشكلة في الفصل الأخير يتم بدراما بسيطة وكوميديا لطيفة وإيضاح لفلسفة الحظ التي يبحث العمل منذ البداية عن إبرازها من خلال التركيز على الإرادة الشخصية والبحث عن أن نكون نحن الأقدر على بذل ما بوسعنا نحو الأفضل، وكذلك فإن إرساء أهمية قيمة العائلة والصداقة في آخر المشاهد كانت واضحة بشكل مؤثر.
بماذا أنصح عائلتي:
بإمكان أي أم أو أب اعتبار الفلم تجربة مناسبة لنصح العائلة، ولاسيما الأطفال الذين لا يدركون معنى المصاعب والإرادة، لذلك حينما تقع لهم حوادث سيئة يقومون بربطها بالحظ السيئ، وأنهم لا يملكون فرصة جيدة، لذلك جاءت فكرة الفيلم بإيضاح فلسفة الحظ بطريقة لطيفة ومبسطة، وتساؤلات هل أن الحظ فعلاً يملك فلسفة خاصة يجب علينا النظر نحوها؟ أم أن علينا أن نترك الأمور للقدر لتسير معه دون تفسيرها؟