كلمات قد تنهي الحياة الزوجية في لحظات

مازن رحيم/

اذا لم تكن رجلا وتتحمل المسؤولية فلماذا تزوجت؟ كلمات نزلت على اذنيه كالصاعقة، جملة صغيرة لكن وقعها كبير، كلمة في لحظة غضب أنهت حياة زوجية استمرت تسع سنين كانت ثمرتها ثلاثة أطفال.
ليست تلك سوى قصة واحدة من عشرات القصص، التي تبادل فيها الزوجان كلمات تحط من كرامة الشريك، وتدل على احتقار واضح كانت نتائجها وخيمة على علاقات زوجية يرسما اطار حياة الزوجين والتمسك بتقاليدهما المجتمعية

هذه ليست هي الصورة فثمة نساء ورجال يغفرون لبعضهم مايوصف بالأخطاء القاتلة في الحياة الزوجية ويسامحون بعضهم لتستمر حياتهم.

هو وهي

هو يقول: زواجنا سعيد وأيام العسر خلال زواجنا لا تتجاوز عدد الأصابع.. هي تقول: زوجي رجل “ابو بيت” ولا اعرف كيف قلتها، لست أسفة حسب، بل نادمة عليها..
لا ألومه لكن كان عليه ان يمتص غضبه قليلا ويعلمني حدودي، فنحن لم نناقش يوما ما خطوطنا الحمر. قد يظن بعضهم انها ملخص لقصة طويلة أنهت حياة زوجية، لكن هذا هو الذي حصل كلمات قيلت للشخص الخطأ في الوقت الخطأ والعذر دائماً، لم اكن اعتقد ان ذلك سوف يغضبه.
في الحياة الزوجية البعض يعتقد ان الزوجين هما كيان واحد وهذا البعض صادق لكن في حالات معينة. إذن متى يكون الزوجان كيانيين منفصلين؟ وهل هناك حقا خطوط حمر في العلاقة الزوجية؟ ما هي هذه الخطوط؟ متى وضعت؟ هل ناقشتها مع الشريك؟. أسئلة طرحناها على مجموعة من الرجال والنساء ومن مستويات عدة فكانت الحصيلة كالتالي:

هذا هو مجتمعنا

السيد كاظم حميد عامل، يقول: تزوجت عن طريق المعارف والمدة بين يوم الخطوبة ويوم الزواج لم تتعد الشهر وخلال هذه الفترة لم التق بزوجتي سوى ثلاث أو أربع مرات فقط، وكانت لقاءات مجاملة وبحضور أهلها لذلك لم تتسن لنا فرصة التعارف قبل الزفاف أو نخطط لحياتنا او ان اعرف ماذا تحب؟ ماذا تكره؟ وهي كذلك، مجرد توصيات اهلها من قبيل “دير بالك عليها، لاتزعلها تره نزعل عليك” وهذا غير كاف برأيي.

الحب أعمى

أم احمد سيدة متزوجة منذ خمسة عشر عاما، تقول: تزوجت بابي احمد عن حب، استمر زواجنا طوال سني دراستنا في الجامعة عشنا اسعد أيام حياتنا “واحد مكيف بالثاني” لا أتذكر اننا ناقشنا أو خططنا لحياتنا المستقبلية، بالتأكيد أنا اعرف ماذا يحب زوجي وماذا يكره وهو كذلك ولكن هنالك خطوطا حمر بيني وبينه اكتشفناها خلال علاقتنا قبل الزواج، ومستحيل ان اتجاوزها أو يتجاوزها، فكل واحد منا حريص على مشاعر الآخر لكنني في قرارة نفسي محيت تلك الخطوط لما لمسته من زوجي من طيبة واحترام طوال سنوات زواجنا ثانيا وأولا الحب أعمى.

اتحداها

“شنو؟ تجاوز، شحدها، غير اكلب الدنيا” انتفض ابو قاسم وجحظت عيناه “لا يابه ميصير وحده تتجاوز على رجلها احنه ما عدنه وحده تتجاوز عيب، شتكول علينا الناس ما مربين بناتنا” حجي على كيفك اني ما اقصد تتجاوز.. لا عمي لا تحجيها.. قاطعني بشدة، الحاج ابو قاسم رجل ستيني يرفض رفضاً قاطعاً الخوض في هذا الحديث ويقول “اكثر من أربعين سنة زواج وأتحدى ام قاسم ان ترفع عينيها فقط “مو انوب تتجاوز” سألته وانا اهم بالمغادرة “زين حجي وانت هم فد يوم اتجاوزت عليها” سكت.
“في أمان الله حجي”

لا جواب

المجتمع.. مرة أخرى

أم هبة سيدة أربعينية سمعتني وانا اسأل رجل التقيته في عيادة احد الأطباء عن الخط الأحمر في حياته الزوجية فأستأذنت: تسمحولي؟

لازواج بلا احترام

تقول أم هبة: كان من المفروض ان اتطلق من زوجي قبل عشر سنوات أو اكثر بسبب تصرفاته معي ضرب، سب، شتم، تصرفات قبلتها رغما عني والسبب بناتي الأربع ومستقبلهن وكلما فكرت بالطلاق تمر أمام عيني صورة بناتي أمام المجتمع ” والله هن خوش بنات بس أمهن مطلكة”!
بكل الأحوال الاحترام ” حلو” بين الزوجين وانا اعتقد انه الخط الأحمر الوحيد بينهما وليس من المفروض مناقشته لانه شيء بديهي ان يحترم الشريك شريكه.

اسامحه

طيبته وحنانه واحترامه للحياة الزوجية تجعلني التمس له العذر اذا اخطأ بحقي يوما. قالتها أم احمد بفخر وأردفت: الحياة الزوجية شراكة بين اثنين احترام الناس لهذه الشراكة ينبع من احترامهما لبعضهم وهذا اساس زواجنا.

نظرية الخطوط الحمر

الباحث الاجتماعي والاعلامي (محمد الساعدي) شَخَصّ من جانبه اصل نظرية الخطوط الحمر والتقاطعات الشائكة مابين الشريكين بالرأي: انّا اعتقد بأن فكرة الفهم الحقيقي لقداسة الرباط الزوجي كحياة مشتركة يتأسس عليها بنيان اجتماعي مقدس وغير خاضع للاهواء والمزاجيات المتوقعة، هو الذي يحدد اذا ماكانت تلك العلاقة ستستمر أم تتوقف بأي لحظة، لان قضية الاختلافات في الحياة الزوجية خصوصاً ببدايتها، أمر صحيّ ووارد جداً في مجتمعاتنا الشرقية تحديداً، لان لمّ شمل الرجل والمرأة بعقد الزواج لايخضع اصلاً لضوابط الوصول للتفاهم الدقيق ومن ثم الارتباط وانّما تجد غالبية الزيجات الفاشلة تمت من قبلِ اختيار الأهل أو قد تكون تمت بعد التعارف الوجيز زمنياً، وهنا حتماً يظهر الشريكان اجمل ماعندهما ويخفيان كلّ السلبيات لما بعد شهور الزواج الأولى وهنا تفسر قضية ظهور الصدامات الفجائية وكأن الطرفين للتو تعرفا على بعضهما، اضف الى ذلك ان قضية تجاوز الخطوط الحمر والنارية والاسلاك الشائكة في الحياة الزوجية لاتخضع دائماً لمسألة الثقافة والجهل، وألا لما وجدنا زيجات فاشلة بين الحاصلين على شهادات اكاديمية عالية، انّما القضية مرتبطة بالوعي الذي بأمكان اي انسان اكتسابه حتى لو كان في قلب المشكلة لان التجربة تضيف مرونة وخبرة في التعامل مع الأشياء، وعليه ما اود الوصول اليه كنقطة التقاء تصلح للطرفين المتخاصمين في كل مكان وزمان هو انّ نعمة الحوار وتقدير الخطأ او الخطيئة يجب ان يخضع لطاولة النقاش ومسك طرفيّ المشكلة بهدوء.