آمنة السلامي /
عندما تتحدث الذكريات وتسرد تاريخ فترة وجيزة من حياة شخص ما، تشرح فيها تفاصيل عديدة لخليط من المشاعر، ومزيج من المعاني المتضاربة، من الحزن والسعادة واليأس والأمل.
تجارب مر بها بعض الأشخاص عبّروا من خلالها عن قدرهم بكل أمانة حتى تكون دروساً وعبراً لنا. وللتحدث حول هذه الموضوع، لابد من الاستماع الى العديد من الاختصاصات ومعرفة التجارب التي مرت بهم.
ترى كيف يستطيع الانسان مواجهة التجارب الفاشلة التي يمر بها وما مدى تاثيرها على حياته؟
تجاوز المحنة
دكتورمحمد بهاء البلوشي يقول: يجب على الانسان أن يكون قويا، إيمانا وروحا ،حتى يستطيع ان يتجاوز المحنة او التجربة الفاشلة،لانها بالتأكيد سوف تؤثر على عقله وتصرفاته بشكل سلبي، وتأثيرها على ذهنه ونفسيته، وهو يحتاج الى وقت حتى يستطيع التغلب على التجربة الفاشلة. لكن لابد أن نخرج منها بقوة ونأخذ العبرة مما مررنا به، الحياة لا تعطي الدروس مجانا ،لا بل انها تقسو علينا حتى نتعلم مثلما يتعب طالب العلم، حتى يحصل على شهادة البكالوريس او الماجستير، كذلك الحياة لا تعطيك الخبرة الا من خلال الألم والمحنة والتجارب الفاشلة.
يقول النبي محمد (ص) “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”، فيجب التغلب على هذه التجارب بالكثير من الإيمان والإرادة الصلبة.
أنانية الآباء
لا يليق بأي شخص أن تتغلب الأنانية على قلبه، أو تسيطر عليه وعلى تصرفاته، لأن الشخص الأناني منبوذ في مجتمعه، لا يحب البذل والعطاء، ولا يعرف الإيثار ولا السعادة ولا الإحسان، والتعامل معه صعب جداً.
(ن،ح)، ماجستير علوم حاسبات ومن عائلة ثرية، تقول : “نحتاج احيانا إلى التأمل طويلا في خياراتنا وأن لا نستعجل فنندم كثيرا على الماضي، ففي بعض الأحيان تتحكم فينا الأنانية والمصلحة بحيث لا نفكر بالآخرين والنتيجة متعادلة: ضربة بضربة، وصدقة بصدقة، فكيفما تكون يهب الله لك. واضافت : لا أطيل الكلام، أنا امرأة أرملة تركني زوجي ورحل قبل خمسة أعوام، كان شديدا معي الى درجة أني لم أحبه ابدا، وكانت الحياة الزوجية مع زوجي اسقاط فرض لا أكثر، بعد وفاته تحملت المسؤولية وربيت بناتي أفضل تربية. وفي الجامعة تقدم شاب لخطبة ابنتي، وابنتي احبته كونه كان وسيما ومتفوقا في دراسته وخلوقا ..ووو، ولكنني رفضت وبشدة طلبه والسبب في ذلك كونه من عائلة بسيطة على الرغم من توسلات ابنتي والشاب، شاء الله أن يرد لي الصفعة فما كانت الا شهور، حتى وقعت بحب من كنت ابغضه في الدائرة وتعلقت به كثيرا وعرفت معنى الحب وندمت كثيرا على تلك القرارت مع ابنتي ولكن بعد فوات الاوان .
الغضب أوله جنون وآخره ندم
بعض المواقف في حياتنا حلم رائع سواء أكانت الأماني من قبل الطرفين صادقة او كاذبة، حقيقية ام مزيفة، مخلفة وراءها جرحا كبيرا لا يلتئم، عاشوا احداثها في زمن ما او برهة ما كانت بالنسبة اليهم كل شيء. شعاع امل لا يطفئ، وفجرا هادئا لا يرحل، وبلسما شافيا لكل الأوجاع ،ولكن الأقدار تخبئ لهم فراقا لم يكن في حسبان.
(م،ه) يقول”تزوجت فتاة من اسرة غنية وكانت تحبني، وتنازلت حبيبتي في بداية زواجنا عن الكثير من المغريات رغم معارضة اهلها، كانت جميلة جدا ومرغوبة من قبل الكل حتى انني لم اصدق انها اصبحت زوجتي، بعد زواجنا بسبعة أشهر تمرضت وفقدت جنينها فما كان من اهلها إلا الإلحاح على الطلاق وبدأوا يعيرونني بسبب وضعي المادي، وفي لحظة عصبية طلقتها ثائرا لكرامتي، فأول الغضب جنون وآخره ندم. اليوم احن اليها كما يحب الطفل الرضيع الى صدر امه لم انسها ولن انساها، احبها كثيرا وسوف اجن لفقدها وارفض في داخلي اني فقدتها وسوف اجن اذا استمر الأمر على هذا الحال الغضب جعلني افقد اجمل شيء في حياتي.
من غشنا ليس منا
(رنا قاسم)، طالبة جامعية، تقول: قال تعالى (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). لقد كنت غبية عندما استمعت الى صديقتي وكنت لا اعرف هدفها الأساسي والمغرض، ابن عمي وخطيبي كان يوصلني الى المدرسة بين حين واخر بسيارته الحديثة فكانت زميلتي تقول لي أنا رايته يغازل إحدى الفتيات وفي يوم ما رمى رقمه لي ..ووو إلى ان جعلتني انفر منه، وبعد فسخ الخطبة وإذا بي أفاجأ انها اخذته مني وانا كنت حمقاء حينما سلمته لها وعلى طبق من ذهب، وعندما صارحت ابن عمي بحقيقتها، قال لي كلاما لن انساه الى يوم مماتي انه “انت بعتني وهي اشترت.” يقول الرسول محمد (ص) (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فأين نحن من هذا الكلام؟
الضياع الحقيقي
الدكتورة (و ،ع): الاعتراف بالذنب فضلية وأنا اخطأت عندما صارحته بحبي على اساس اننا من وسط مثقف. كنت أحلم أن التقي برجل يحمل الصفات التي كنت أتمناها وهي الحب والبراءة والصدق والشفافية يحدثني بها كما يتحدث الطفل عن مشاعره بتجرد تام إن كانت مشاعر فرح أو غضب. وهذا ما وجدته في حبيبي الذي كان معي في العمل والبيت على الهاتف النقال وصدقت كل كلامه واحببته حبا لايوصف الى أن طلب مني طلباً أفسد كل شيء، علمت منه انه كاذب ولم يكن صادقا في مشاعره. وهذا الماضي سبّب لي عقدة من كل الرجل ولحد هذه اللحظة يطلبونني للزواج وانا ارفض نتيجة الكذب والخداع الذي رايته من الذي كنت احبه وما زلت اعشقه، كان شيطانا في شكل بشر، اشعر باني ضائعة.
منافق وخائن
(س، ق)، اختصاص هندسة كهرباء، تقول : “ان المفتقر للمشاعر الصادقة هو ذاك الذي يصطاد الفرائس الضعيفة والتي تبحث عن دفء المشاعر، والحب الصادق، والحياة الهادئة، والرومانسية الغائبة في حياتنا، ومهما مثّل وتظاهر المخادع تظهر عيوبه لأصحاب البصيرة فيظهرشعوره المزيف، وعند هذه الحقيقة يبدأ الضياع الحقيقي للمقابل حيث يفقد الثقة بالجميع، وهذا ما يحدث او ما حدث لطالبة الجامعة رواء التي تقول ان الذكريات في بعض الأحيان كالسهام تميت الشخص كلما تذكرها لانه يتذكر غدرا ونفاقا لا يوصفان من أقرب حبيب ولسنوات عدة، فبعد حب استمر لاكثر من ثلاث سنوات تركني وتزوج احدى قريباته معللا السبب انه لا يثق بأية امرأة تحب قبل الزواج، وخصوصا من الوسط الجامعي. وعدني واخلف وعده انه منافق، فعلامة المنافق ثلاث: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ.
الإفراط في الثقة
(م ،ق)، إعلامية، تقول : في بعض الاحيان نحن من نحكم على انفسنا بالفشل او نقودها الى التهلكة وذلك من خلال الثقة العمياء بالسيئين والاختيار الخاطئ أو من خلال اعطاء الشخص المقابل اكثر من حجمه الحقيقي.
فانا من عائلة ثرية واهلي صاغة ورثت عن والدي الكثير من الاموال ووثقت في زوجي واعطيته كل ما أملك لتشغليها وكان يبخل علي كثيرا في اموالي، وعندما كنت اريد شيئا من وارد العمارة يقول انه يشغل كل الاموال. راودتني الشكوك فذهبت الى العمارة التي كنت املكها في يوم استلام الايجار واذا بي أفاجا انه باع العمارة من خلال التوكيل الذي اعطيته وقبلها اخذ جزءا من مصوغاتي الذهبية على اساس الاتجار بها واصبحت لا املك شيئا، وهذا بسب ثقتي العمياء بمن لا يستحق الثقة.