ترجمة: ثريا جواد عن الجارديان /
“يبحث جميع الأطفال عن المتعة والفرص للتجربة” وممارسة متعتهم الحقيقية في (اللعب) واللهو الذي يمثل اللغة العالمية المشتركة بين كل الاطفال في كل أنحاء العالم.
لا يقتصر اللعب على تسلق الجسور والاشجار فحسب، بل إنه يُعلّم الأطفال دروساً نفسية حيوية تنشط دماغهم والسؤال هو ما الذي يحدث داخل دماغ الطفل عندما يلعب؟
وكيف يمثل اللعب ضرورة مهمة جدّاً لتطورالاطفال ونموهم؟
الحروب والكوارث والاوبئة
قد رأينا جميعا صورا ولقطات لأطفال يلعبون في مواقف غير محتملة الحدوث كاستخدام حبل قديم للقفز على الأرض المتربة لمخيم للاجئين، أو إطارات السباق في قاعدة مكب نفايات أو قوارب ورقية عائمة في مياه الفيضانات الموسمية، فالاطفال يلعبون عبر الثقافات والفصول ولا شيء يعيقهم، إنهم يلهون ويمرحون رغم الحروب والكوارث والأوبئة، لأنّه يمثل ضرورة تنموية لهم وفي الواقع فإن اللعب ضروري جداً لنمو الطفل لدرجة أن الأمم المتحدة كرسته كحق أساسي لهم.
النمو العاطفي والابداعي
تشرح بو ستيرن تومسن رئيسة التعلم من خلال اللعب في مؤسسة LEGO “عادة ما” يولد الطفل الصغير بدماغ مليء بالخلايا العصبية”، وجميع الاطفال ولدوا للتعلم والتطور لكنّهم بحاجة إلى الخبرات للقيام بذلك، إنّهم بحاجة إلى اللمس، والشعور، وتجربة الأشياء، لأنَّه في كل مرة تكون لديهم تجربة إيجابية ومحفزة تربط الشبكات في الدماغ وتدعم تطورهم وتعلمهم واللعب هو ما يمنح الأطفال هذه التجارب؛ سواء كان ذلك لعبا جسديا مثل تسلق الشجرة أو اللعب بأشياء مثل بناء برج؛ سواء كانت لعبة رمزية مثل الرسم أو التظاهر باللعب مثل ارتداء الملابس، أو ما إذا كانت الألعاب لها قواعد وقيود: أيا كان نوع اللعب الذي يشارك فيه الطفل، يتم إجراء اتصالات مهمة في الدماغ تنمي النمو العاطفي والإبداعي والمعرفي والجسدي للطفل.
القدرة على الاختيار
يقول تومسون: “يبحث الأطفال عن الفرح والتجارب الإيجابية وفرص التجربة واختبار الأشياء وتجربتها.. إننا نرى نفس الخصائص عبر جميع الثقافات وجميع الفئات الاجتماعية والاقتصادية” وفي اللعب يكون الاطفال نشيطين وليس سلبيين، وأن يكون لديهم حقا القدرة على الاختيار”.
عندما يلعب الأطفال، فإنهم يطورون وظائفهم التنفيذية، تلك العمليات المعرفية عالية المستوى التي تمكنهم من بدء المهام والتخطيط لها ومتابعتها، والحفاظ على الانتباه، ومراقبة الأداء، وتثبيط الاندفاعات، والحصول على المثابرة الموجهة نحو الهدف. هذه المهارات ضرورية للتعلم والحياة اليومية.
وتضيف (ليندسي كونين) وهي أم لطفلين في سن الدراسة الابتدائية في شرق لندن: “كنت قلقة من أن يلعب أطفالي لأشهر متتالية خلال فترة الإغلاق بدلاً من التعلم في بيئة رسمية” “ومع ذلك، فقد وجدت أنه منذ عودتهم إلى المدرسة يبدون أكثر تفاعلا واستعدادا للتعلم مما كانوا عليه من قبل، لذلك كان هناك شيء ما يحدث لهم في كل هذه المسرحية.”
ضبط النفس
يعتقد تومسون: أن تجربة Conen القصصية للتعلم المدرسي التي يتم تحسينها من خلال فترة طويلة من اللعب الموجه قد يتم دعمها من خلال البحث المستقبلي بشأن تأثير أزمة Covid-19. ويضيف: “لقد ثبت بالتأكيد أن اللعب يحسن الوظائف التنفيذية” وعلى سبيل المثال اذا قمت ببناء نموذج، فأنت تختار القطع وترتبها، وتجمعها معا، وتكتشف ما إذا كانت مستقرة، وتتذكر ما تفعله كل قطعة؛ عندما تفعل ذلك، تتعلم توجيه انتباهك وبناء التنظيم الذاتي وضبط النفس وهذا مؤشر جيد على ما إذا كنت ستتعلم في المدرسة.
وتوافقه الرأي عالمة النفس التربوي ميليني ميهوكس على ذلك، إذ تقول: “اللعب مهم للعديد من جوانب تطور الدماغ”. “لكن تعلم التنظيم الذاتي، وتثبيط السلوك غير المناسب والتحكم في المشاعر هو أحد أهم الأمور للنجاح في بيئة التعلم الرسمية.”
وفي كل مرة يسقط فيها برج ويلتقط طفل القطع ليبدأ من جديد، يصبحون أكثر مرونة ومهارات تعليمية تجعلهم لاعبين أفضل في الفريق ومتعاونين بشكل أفضل وأن الاثنين أصبحا أفضل في التعامل مع عواطفهما خلال فترة غيابهما عن المدرسة” “كلما لعبوا معا أصبحوا أفضل في حل نزاعاتهم”.
عندما يلعب الأطفال، فإنهم يتدربون بشكل متكرر ويختبرون مجموعة من المشاعر، بما في ذلك خيبة الأمل والإحباط والتصميم والثقة والإنجاز، ويمكنهم تعلم كيفية تنظيم هذه المشاعر. “من خلال اللعب الحر، يطور الأطفال مهارات تدوم مدى الحياة مثل المرونة والاستدامة.
مع نمو الأطفال وتطورهم يميل الاطفال بين سن السادسة والتاسعة، أكثر إلى التظاهر باللعب مع الكثير من الملابس ولعب الأدوار مما يشجعهم على التعرف على طرق أخرى لرؤية العالم ثم مع تقدمهم نحو سنوات المراهقة يأتي اللعب الرمزي والألعاب الأكثر تعقيدا مع القواعد في المقدمة.
تقوية الروابط
من المهم أن يشارك الوالدان اللعب مع الطفل لأنه ليس للاطفال فقط..
من خلال اللعب مع الطفل، فإنك تقوي روابطك، وتشاركه وقتا ممتعا، وتوفر المفردات الأساسية ونماذج اللغة”، إنها دعوة للامهات مشاركة بعض الضحك مع الاطفال والسماح للمواد الكيميائية الإيجابية بتعزيز مزاجك وكذلك مزاج طفلك.. يحتاج البالغون إلى أن يكونوا مرحين تماما مثل الأطفال خاصة في أوقات كهذه”.