د.حميد يونس : اختصاصي الطب النفسي والعصبي /
لا تصمت أبداً أمام شخص يمارس الاضطهاد تجاهك، مثل العنف أو الحبس أو الإيذاء الجنسي أو الجسدي أو الحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل الطعام والحرية، والعيش بطريقة آمنة. أنت صاحب كرامة، والقانون يكفل للإنسان الحر حقوقه وكرامته، والحياة ليست غابة، والبداية منك أنت، فلا تنتظر الآخرين في ذلك.. إليك بعض الخطوات إذا ما تعرضت للإساءة:
أولاً: تحدث مع شخص من أفراد العائلة، ويجب أن يكون شخصاً مقتدراً وحكيماً، أو حتى أحد الجيران الموثوقين، لا تصمت، لأن الخوف أكبر معيق لحياتك، لذا فإن الحصول على الدعم من أحد أطراف العائلة مهم في حال انكشفت الأوراق، واطلب شهادة الشهود حين يتطلب الأمر، أو الدعم وقت المصالحة الداخلية.
ثانياً: خطط للاستقلال المادي كهدف ستراتيجي بعيد الأمد، المال قوة… سواء ارتقيت بمصدر دخلك أو مستوى علمك، فإن ذلك سوف يساعدك لاحقاً في اتخاذ قرارات مصيرية تحدد مستقبلك، لذلك خطط من الآن.
ثالثاً: احتفظ بصور احتياطية لكل الأوراق الرسمية التي في حوزتك، الأوراق والصور التي في حوزتك الآن قد لا تكون موجودة لاحقاً، الأحوال تتبدل، والفرص تتناقص، والذكي من استعد مبكراً، فما تحتفظ به اليوم قد يساعدك لاحقاً في الأوقات الصعبة.
رابعاً: اكتب كل ما تعرضت له، كل شيء: بالتواريخ والتفاصيل، احتفظ بسجل موثق واحفظه لديك أو عند شخص موثوق عما تعرضت له، مثل صور الإيذاء، وصور لمكان الحادثة، والتقارير الطبية، هذا الأمر مفيد جداً في المسار الرسمي، لا تعتمد على الذاكرة، ضع تلك الوثائق في مكان آمن، فقد تعود لها لاحقاً عند الحاجة.
خامساً: في حال اشتدت الأمور عليك، حينها لابد من الشكوى في مركز الشرطة أو الشرطة المجتمعية أو حماية العنف الأسري أو هيئة حقوق الإنسان…
يجب أن تعرف موقفك وحقوقك القانونية التي كفلتها لك الدولة والقانون، لست وحدك، القانون معك، فلا تجعل الخوف عائقاً أمامك.