امنة عبد النبي/
خفايا نسوية مدفونة بقاع المجتمع العراقي وممنوعة، قد لاترى شرها العين المجردة إلا حينما ينكسر القلب وينفطر الخاطر بسببِ إمرأة طارئة أو “خطافة رجال” كما تسميها النسوة المبتليات بالسحر الأسود، تقول السّحارات إن “الچبسة” أصلها إمرأة شريرة تتجول ليلاً بين المقابر لتقطع ذرية أحداهن، أو تدفن بحفرة ميت حظها ونصيبها في الزواج كما تعتقد المحروم من العرسان أو ماتسمى بمصطلح السحّارات “المعكَودة”،
وإن حمل جنازة طفل ودهن الخنزير هما الكفيلان بفك اللعنة الملتصقة بـ “المچبوسة” والتخلص من شرها للأبد..!
كبد خروف
صاحبة البخت الكبير أو الكشّافة أو العرافة المخضرمة، كما يسميها الناس في المنطقة (أم نادية ٦٧ سنة) والمتخصصة بالمعتقدات الغيبية التي يتبعها الكثير سيما في مسألة (فك الجبسة) وتخليص المرأة من (التابعة) تقول عن مجال خبرتها: استخدام دهن الخروع ومرارة الدجاج و(طاسة) الجبسة وهي عبارة عن إناء صغير نقش عليه اسم الرحمن وبعض الآيات القرآنية وتستخدمه المرأة التي تعسر حملها وتصاحبها طفلة صغيرة إذ أنها عندما تقوم بالاغتسال تستخدم هذه (الطاسة) التي تحملها الطفلة التي تقوم بسكب الماء عليها وبسؤالها: من أنت؟.. فتجيب السيدة (جبسة) لتجيبها الطفلة بعد ذلك (فكت الجبسة) وقد يستخدم لـ(فك) (الجبسة) مبدأ الخوف والترهيب لتخليص (المجبوسة) من العقدة أو السحر الذي وقع عليها بأفتعال بعض النزاعات معها وتخويفها بالصراخ أو الضرب أو الصدمة في مكان مظلم وتنصح العديد من المسنات بوصفة (معلاك السبت) التي تعد من الطرق المعروفة والشائعة جداً في مجتمعنا لوقتنا الحاضر لفك المرأة (المجبوسة) وهذه الوصفة تتلخص بأن تحضر المرأة (كبد) خروف وتطبخه بنفسها كعشاء لها ولزوجها شرط أن لا يشاركهما أحد فيه وبعدها تتخلص من العقدة التي أصابتها، وتلجأ بعض النساء إلى طرق أكثر رهبة منها أن تحمل المرأة (المجبوسة) أو تشارك في حمل جنازة متوفي ويفضل أن يكون طفلاً، أو يتم إدخالها دون أن تعلم إلى بيت حلت فيه مصيبة الموت.
كرهانية وجنازة
بكاملِ قناعتها وتجربتها تحولت لزبونة دائمة تقريباً ببيوت السحرة، انها (سليمة حسين ٤٢ سنة) تقول: لأنني جربت مفعوله المباشر، فأنا شخصياً مؤمنة بالعمل الأسود وأعتقد إنّ لجوء المرأة له هو جزء من رد اعتبارها وثأرها من إمرأة أخرى تكيد لها، وهنا من حقها أن تجهض حملها وهذا مايتم عادة بين (الضرائر) أو إمرأة كانت تجمعها بالزوج علاقة سابقة فتقوم بهذا العمل كرد فعل سلبي لأنه تركها أو لأن قلبه ما زال معلقا بها لاحباً وإنّما بعملٍ شيطاني يسمونه الكرهانية، وهو مافعلته بأحداهن حينما خطفت زوجي فقمت بأجباره عن طريق السحر الأسود على تطليقها، وأحياناً تلجأ المرأة (المجبوسة) أو من تأخر حملها إلى الطرق نفسها أو بشكل آخر لتحقيق هذا الأمر، وعموماً لا يكون حصول (الجبسة) في نظر الكثيرين أمراً معقداً بل هو سحراً عادياً، وفيما يخص مسألة اسقاط الجنين فيتم عادة بين (الضرائر) والأكثر من الزوجة الكبيرة كرد فعل سلبي لأنه تركها فيكون السحر وفكرته نتيجة كرهها للجديدة والذي علاجه بحسب تجارب نسوة اعرفهن بأن يؤخذ مقدار وزن درهم كافور ويجعل من طعام المرأة لتأكله وأن تشرب قذارة (أذن حمار) أو أن يجمع صدأ حديدة ويخلط بماء النعناع معاً.
نصب واحتيال
التربوية (زينب عبد الزهرة) اكدت إنه من يقوم بالسحر أو من يكون ساحرا يحظى ببعض القابليات التي لايتمتع بها الشخص العادي إلا أنها تكون بالخداع والنصب والاحتيال والشعوذة وقد لا تغني عنه شيئاً، بالرغم من اطلاع بعضهم على الغيب كما يزعمون إلا أن المسألة ليست سوى معرفة الأحداث في الماضي وتوظيفها بشكل شيطاني، كاللجوء إلى استخدام المحرمات كوصفة دهن الخنزير التي تستخدم في بعض الطلاسم فضلاً عن كتابة السور القرآنية بصورة عكسية وحرقها بعد ذلك ويدفن اثر من يراد (ربطه) أو يراد (جبستها) قرب أحد القبور، أو بترتيل بعض الطلاسم وتمزيق الملابس أو تكسير حاجيات الشخص وغيرها من الممارسات الخاطئة، بل يدعي أحدهم إنه يستطيع أن يأسر العديد من الناس بقابليته هذه بل وحتى أحيانا وأعوذ بالله نسيان الخوف من الخالق لقناعة بعض هؤلاء بإن قدراتهم ستمنحهم الخلود والمقدرة على تجاوز الصعاب والمرض بل وحتى الموت سيما في هذه الأمور المتعلقة بمحورنا هذا لاعتقاد والناس والسحرة أنفسهم أن الساحر لا يكون ساحراً إلا إذا اثبت نجاحه في هذا الأمر فضلا عن أن هذا الأمر ورد ذكره في القرآن صراحة.