ترجمة: ثريا جواد/
تخشى أغلبية الآباء والأمهات من خطورة لعب أولادهم في الشوارع، لخوفهم من اكتساب الأطفال ثقافة ما من الاختلاط بالآخرين، مع أن لعب الأطفال في الأماكن العامة مفيد وضروري لاكتساب الطفل الثقة بنفسه إضافة الى التواصل الاجتماعي الذي يكون مفيداً بالنسبة لهم نتيجة الاختلاط بالآخرين.
بحث جديد ظهر مؤخراً من منظمة الصحة العامة والفوائد الاجتماعية في المملكة المتحدة، يسلط الضوء على تأثير وفوائد اللعب في الشوارع، ويتضمن البحث خطة لإنشاء ما يسمى بـ (مسرح اللعب في الشوارع)، إذ يعتبر أن اللعب في الأماكن الخارجية وبشكل منتظم يزيد من مستويات النشاط البدني ويساعد بشكل كبير جداً على خلق مجتمعات أكثر سعادة وأكثر تماسكاً.
حركة المرور
ودعا التقرير أيضاً الى وضع مخطط نموذج لـ (لعب الأطفال في الشوارع) بدأها الآباء والأمهات في مقاطعة بريستول التي تقع جنوب غرب أنجلترا، حيث تمكن سكان هذه المنطقة بتعزيز هذه الفكرة على نطاق أوسع وتحويل حركة المرور لمدة ساعة أو ساعتين كل أسبوع أو شهر لتمكين الأطفال من اللعب في الشوارع ومنحهم حرية استخدام هذه المساحات خارج أبواب بيوتهم، وعملت به أكثر من 500 عائلة ومحاولتهم تطبيقه في جميع أنحاء المملكة المتحدة بدعم من كل المنظمات والمجالس المحلية.
برنامج ستريت بلاي
دعم برنامج (ستريت بلاي) Play Streets Program الشهير جداً هذه الفكرة بحيث يمكن للصغار وحتى الكبار منهم اغلاق الطرق بصورة منتظمة قرب المنازل مما يتيح للأطفال اللعب في 45 منطقة متنوعة جغرافياً وتحقيق المتعة التي يبحثون عنها، وقد أنظم أكثر من 5000 متطوع لتحقيق هذه الفكرة، وبالفعل تم اغلاق أكثر من 500 شارع بشكل مؤقت لأنه يسهم بشكل كبير جداً في تجديد النشاط البدني اليومي لكل من الأولاد والبنات.
الشوارع أكثر صداقة
يصف تقرير جامعة بريستول، المعنون (لماذا اغلاق الشوارع المؤقتة للعب يمثل معنى للحياة العامة) حيث أظهر التقرير أن الأطفال يتعلمون مهارات عديدة ومهمة، مثل ركوب الدراجات لأنهم باتوا أكثر صداقة مع الشارع والناس يشعرون بالسعادة نتيجة لذلك، وهذا ما زاد من تعارف الأطفال مع بعضهم البعض وخصوصاً في لعبة كرة القدم في المساء لأنها لعبة جماعية يحبها الجميع.
شوارع صديقة
يضيف ريتشارد كروتشلي المنظم المقيم في منطقة بالمرس غرين شمال لندن.. أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم ذكروا أن (مسرح اللعب في الشوارع) هو أكثر صداقة وأمناً وشهرة وحيوية واستقلالية. ووجد الباحثون أيضاً أن اللعب في الهواء الطلق يزيد من النشاط البدني، واللعب لمدة 60 دقيقة معتدلة يومياً يحد من البدانة. وأشار الباحث والمؤلف تيم جيل رداً على المخاوف بشأن انخفاض فرص الأطفال للعب في الهواء الطلق، مطالبا السلطات المحلية لازالة الحواجز وأن تجعل البيروقراطية بسيطة قدر الامكان وأن تقدم المساعدة العملية بأي شكل من الأشكال خصوصاً في الأحياء الأكثر حرماناً.