منشد الأسدي/
هل اخترقت مواقع التواصل الإجتماعي خصوصية الفرد وغاصت في غور أسرار ظن انها محصنة في صفحات محكمة وفي عالم إفتراضي، يمكن ان يمارس فيه هواياته ويحوله الى فسحة للتعبير عن أفكار وهواجس طالما حرص على اخفائها عن أعين المقربين.
يغدو انتهاك الخصوصية مشكلة كبيرة في المجتمعات الذكورية، سيما أن أغلب المتطفلين، يبحثون عن اسرار تخدش حياء وهيبة الفرد لاسيما النساء في هذه المجتمعات .
ومع ان مسألة انتهاك الخصوصية ليست جديدة فقد ولدت مع نشوء الصحافة، لكنها تحولت بتنامي وسائل التواصل وشغلها لمساحات كبيرة في حياة الناس، الى هاجس مؤرق نغص حياة العديد من مستخدميها.
مواقع أم وسائل؟
يخيم أكثر من مصطلح على مايمكن أستخدامه في الأنترنيت منها، هل هي (مواقع) أم (وسائل).. وللوقوف على بعض الإجابات الأدق علمية وأكاديميا، كان لابد من التوجه الى المتخصصين حيث التقينا الدكتور عبد الامير الفيصل ـ الاستاذ في كلية الاعلام جامعة بغداد ـ الذي تحدث قائلا:
الانترنيت بشكل عام نما نموا غير طبيعي، وهو آخذ بالأزدياد، وبلغ عدد مستخدميه مايقارب ثلث سكان الكرة الأرضية، أي تقريبا ثلاثة مليارات مستخدم, وهذا ما جعل الأنترنيت يتفنن في أختيار المواقع التي تجذب الزوار والمستخدمين، ومن ذلك مواقع التواصل وهي شبكات أجتماعية انشئت في الانترنيت لزيادة الآصرة وكسر الحاجز الجغرافي والزمني، وتحويل المجتمعات من مجتمعات جغرافية متباعدة الى أفراد لايحدهم حد، كما قربت تلك الشبكات وجهات النظر وجعلت الآخر يبحث عن زميلة وحبيبة وصديقة في هذه البيئة الافتراضية. وصار لدينا مجتمع نسميه مجتمعا إفتراضيا، فيه أشخاص حقيقيون وآخرون بأسماء مستعارة.
مسألة ليست جديدة
للدكتورة سهام الشجيري الاستاذه في كلية الاعلام جامعة بغداد، وجهة نظر، ربما تكون مغايرة لزميلها الدكتور الفيصل فيما يخص المسميات اذ تقول: هنالك وجهات نظر فيما يتعلق بتسميتها وأنا شخصيا الجأ الى تسميتها بـ (مواقع التواصل) لماذا ؟ لان هذا الموقع يعبر عن الوسيلة, فالوسيلة الاعلامية التي حاولت ان تجد لها موقعا من خلال هذه الوسائل
والاتجاهين نجد أن هنالك انتهاكات للمرأة.
أما عن قدم موضوع الانتهاك وهل هو جديد أم قديم؟ فقد عدنا بالحديث للدكتورة سهام التي قالت: أن أنتهاك الخصوصية مسألة ليست جديدة إذ رافقت نشوء الصحافة المكتوبة ثم الراديو والتلفزيون, وحتى وصل الأمر بالقضاة الأميركيين في عشرينات القرن الماضي الى وضع أسس لمجابهة هذه الانتهاكات وظهرت قوانين ومواثيق شرف بين المؤسسات الاعلامية, لكن المجتمع الآن في ظل هذا التطور زحفت عليه الكثير من القيم التي حاولت ان تقتحم خصوصية الرجل والمرأة على حد سواء, الأمر الذي وصل لمراحل عقدت فيها مؤتمرات للمصالحة الاجتماعية للخصوصية التي حاولت هذه المواقع انتهاكها.
وتوضح الشجيري أن (تويتر والفيس بوك واليوتيوب) ,وسائل مؤثرة وكلها تنتهك الخصوصية, ونجد انها حتى في البيئة العراقية تنتهك خصوصية المرأة من خلال بعض التصويرات المؤسفة وهذا ما يعد انتهاكا لحقوق المرأة, ويحاول الكثير من البحوث والدراسات الوصول لمصطلح محدد ان كانت هي مواقع أم وسائل.
إنتهاك عام
ويعتقد الكاتب والاعلامي الدكتور أبراهيم الخياط أن “وسائل التواصل الاجتماعي” لا تمثل انتهاكا لخصوصية المرأة فقط، انما انتهاك لخصوصية الجميع ـ الانسان والوسائل والشخصيات الاعتبارية المعنوية, لاسيما في العراق بعد ان عد مجلس القضاء الأعلى مواقع التواصل الاجتماعي على انها (وسائل). وهذا شكل نقطة تحول لانه يمكن هنا لمن يتعرض للانتهاك أن يقيم دعوى, ثم هذا يحتاج لتدخل أكثر من طرف, المفروض تفعيل ما نسميها شرطة الاتصال ومراقبة الاتصالات، وأعتقد هذا موجود كشعبة صغيرة في الأمن الوطني.
المرأة أكثر استخداما
الاعلامية أحلام الكناني مسوؤلة شؤون المرأة في المركز الاعلامي العراقي ترى إن مستخدمي المواقع نساء ورجال متساوون في المضار والمنافع منها تبعا للمستخدم نفسه, فالكثير يستخدمها لمنفعة علمية بشتى صنوف العلم والمعرفة, والآخر يستخدمها بشكل مسيء للآخرين يكاد يكون هواية بالنسبة له. ولايمكن بأي حال من الأحوال التحقق من النسب الرقمية لهذه المحددات الشخصية.
ويعلق الدكتور حسين عبد نور (سياسي): لقد إحتلت هذه المواقع حيزا كبيرا جدا من إهتمام جميع شرائح المجتمع, وتأتي المرأة في مقدمة تلك الشرائح التي استخدمت هذه المواقع بشكل كثيف, ولدينا العديد من الدراسات بالوسط الاعلامي تشير الى إن المرأة أكثر استخداما بنسبة خمسة وستين بالمئة من مجموع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي, وطريقة استخدامها لهذه المواقع تأتي بعدة أشكال, مرة تكون صاحبة المبادرة الأولى بعملية النشر, ومرة تكون هي متعرضة, وفي كلا الحالتين
رسالة ماجستير
وتقول اسراء العطار التي تناقش موضوع إنتهاك الخصوصية في رسالة ماجستير: إن رسالتي تبحث في انتهاك الخصوصية التي أعتقد انها مادامت تدخل في صلب الفرد فأنها تدخل في صلب المجتمع والعائلة, هذه المواقع سببت إنتهاك خصوصية اللمرأة, ماولد لها مشاكلات من خلال أنتهاك صفتها أو اختراق صفحتها على تلك المواقع أو عمل صفحات بأسمها تحت مسميات مزيفة أو نشر صورها من دون إذن منها.