مجلة الشبكة /
الخدود التفاحيّة والعيون البغدادية المدورة والمسحوبة بطرفها الناعس، والخاتون أم العباية تتمشى بدربونة المحلة وخلخال الفضة يرّن في القلوب، هي الثيمة التراثية التي شكلت هويَّة لوحات وتصاميم “سرى الخفاجي” التي تجد دائماً في لوحة العائلة والمرأة دفئاً فنياً وعذوبة شرقية نتمناها حاضرة في كل بيت.
شاي مهيّل وسوالف بغدادية مملوحة تشبه عصرونية في درابين التراث، هو طعم الحوار الصحافي المؤثث بخفة ظل ولطافة سرى:
*سرّ الألوان البهيجة التي تفتح النفس وتزيح الكآبة عن الروح في لوحاتك، الإيجابية هنا لمسة أم علاج؟
-ببشاشةٍ تشبه لوحاتها تجيب: الفرح الذي أحمله والاستشعار الروحي البهيج الممزوج بفرشاتي له انعكاس مباشر على هدف اللوحة وما يمكن أن تُضيفه لمن يقتنيها، الإيجابية والتفاؤل وزرع البسمة هي لمسات لا شعورية تتسلل للمتمعن بها، الذي يضعها بين أشيائه المحببة، صدقاً أشعر بسعادة غامرة حيال ردود الأفعال.
*فكرة طبع اللوحة التشكيلية ومزاوجتها بستايل العباءة والأكسسوارات والديكورات، أفكار حديثة بإلهام خاصٍ، كيف؟
-الجمال توظيف اقتصادي ذكي ولاسيما أن القطع الفنية التي ننتجها غير موجودة في أيِ مكان، فكرتي كانت تبسيطية وممكنة الشراء في ظل غلاء الأسعار، العباءات الجاهزة خصوصاً، أحببت ان يكون الدزاين المختلف في متناول الجميع
*أن تكوني رسامة ومصممة وناقدة، هي مهمة تحتاج نكراناً قاسياً، كيف تروضينها؟
-أؤمن أن الفنان هو الناقد الحقيقي لنفسه، لذلك أنا دقيقة جداً وقاسية النقد تجاه لوحاتي التي أستغرق أحياناً أياماً لإنجازها بلونين فقط، أنا أفكر بمدى بعيد فيما أتركه في خانة الآرشيف.
*الفنان نؤاس محمد جواد أموري، زوج متابع أم شريك حقيقي في رحلة النجاح؟
-هنا تبتسم بخجل وتستذكر.. بمجرد ما فكرت بأخذ خطوة جادة نحو مشوار الرسم كانت أول فرشاة وخامة لوحة هدية من نؤاس، شجعني بدعم معنوي مذهل وإسناد كبير، بل أصبح يخطط لي ويوجهني نحو التحليق عالياً، أنا محظوظة بزوج محب وفنان مبدع وأب عظيم.
*هل حقاً أن المرأة الطموح في لوحة العائلة هي ثيمة تراثية فنية شكلت هويَّة سُرى؟
-دائماً في لوحة العائلة ألمس دفئاً فنياً واستشعر عذوبة شرقية أتمناها حاضرة في كل بيت، أما المرأة فلا قيمة لمكان لا يؤنث بها، المرأة رسالة فنية مقدسة وعنوان جدلي كبير، لذلك كنت –وسأظل- حريصة على تضمينها داخل هدف اللوحة.
*فرشاتك الناعمة متمسكة بالحياة في معارض فنية قيّمة داخل العراق وخارجه، حدثينا عن رحلة الجاليري؟
-المعرض الشخصي الأول كان بعنوان”إحكي ياشهرزاد” عام 2016، أما المعرض الشخصي الثاني فقد كان بعنوان”بنات حواء” عام 2017، إضافة الى معرض عشتار للشباب ومعرض دائم في السليمانية في غاليري الدكتور عبد اللطيف رشيد، ومعرض دائم في ميديا غاليري في أربيل، حظيت بتكريمات عدة في محافل دولية وأوروبية عديدة، وماتزال مقتنياتي التشكيلية تزيّن جداريات الكاليريهات في بغداد والسليمانية، وكذلك في المملكة الأردنية الهاشمية وفي الولايات المتحدة الأميركية، ومؤخراً أضفت تطويع الفن بالملابس والديكوارات والأكسسوارات، وأتأمل الوصول الى العالمية.