هبه الزيدي /
الصّداقة الحقيقيّة كلمة نسرح بها في خيالنا، لعلنا نصل إلى بحر ليس له نهاية، كلمة نحلم بها دائماً، نتمنّاها ونتوق لتحقيقها، ما أجمل تلك المشاعر البشريّة والأحاسيس الإنسانيّة المرهفة الصادقة والصديق الحقيقيّ هو الذي يبقى معك عندما يبتعد باقي العالم عنك، هي علاقة حسّاسة، مبنية على أساس الاحترام والثقة التي بنيت بشكل تدريجي.
وهنا نستبين لكم آراء بعض الصديقات والأصدقاء من مختلف الأعمار حول إمكانية تحوُّل الصداقة إلى حب.
جيران العمر
رأي الصديقة (ت.ك)43 (عاماً) موظفة في إحدى الدوائر: قد تنشأ علاقة صداقة بين المرأة والرجل سواء أكانت في أيام الطفولة أو الدراسة أو العمل وعلى سبيل المثال أنا وزوجي (أبو أولادي) كنا نسكن في حي وشارع واحد، تربطنا علاقة الجيران منذ سنين طويلة, منذ صغرنا معاً وكبرنا معا، وتغيّرت أشياء كثيرة في حياتنا وشاءت الأقدار أن نكون في كلية واحدة، بعد تخرجنا التقينا صدفة وكانت تربطني به علاقة صداقة قويّة لكنَّه فاجأني برغبته في الارتباط بي بعد التخرُّج، وبالفعل تزوّجنا ومن هنا أبين أنّه من الممكن أن تتحوّل علاقات الصداقة إلى حب قد يستمر مدى الحياة.
الثقة العالية
تستطرد تبارك منصور(28)عاما فنّانة تشكيلية خريجة أكاديمية الفنون الجميلة: للصداقة أشكالٌ عديدة وميادين وقصص، وأشعار تملأ الكتب والمجالس، ولا تخلو حياة أي إنسان على الإطلاق من الصديق أياً كان شكله، وفي رأيي لا يمكن أن تتحوّل مشاعر الصداقة إلى حب، فأنا امتلك الكثير من العلاقات الجميلة التي تربطني بزملائي في الجامعة وكلّهم أصدقاء فقط لا غير وهي من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية, غالباً ما نتحاور ونتعاون ونتناقش في كلّ شيء وهناك الكثير منهم تربطني بهم علاقات عائلية.
أصدقاء فقط
قد يتغيّر مسار هذه العلاقة لتصبح أكثر من مجرد صداقة، فتطرأ تغيراتٌ تدُلُّ على هذا التحوُّل الذي إما أن يُتداركَ بالوضوحِ والصراحةِ، وهي قائمةٌ أصلاً على الاهتمام والمشاركة، هنالك مجموعة من العلامات والتحولات التي يدل معظمها على أنّ الطرف الآخر قد وقع في حب صديقه، وحب الاهتمام والاطمئنان هذا ما أشار اليه إبراهيم كامل (35) عاما، رسام تشكيلي حيث قال: كانت لي صديقة قديمة استمرت علاقتي بها لأكثر من 10 سنوات كنت أبوح لها بكل تفاصيل حياتي ومشاكلي في العمل والبيت وحتى مغامراتي مع الأخريات وأعدُّها المكان الذي أفضفض فيه دون تردّد، وفي يوم من الأيام أخبرتني أنَّها ستتزوج بأحد الأشخاص، وقتها أحسست بشيء غريب في داخلي يشدني إليها وكأنّي سأفقد جزءاً مهماً في حياتي، طلبت منها أن تتريث في قرارها وأخبرتها بحقيقة مشاعري تجاهها لكنّها رفضت قائلة: إنَّنا أصدقاء فقط.
التوافق بين العقل والجسد
علاقة الصداقة تتشكّل وتتطوّر من مرحلة بسيطة إلى معرفة حقيقية عميقة ويقول سيف صلاح الدين 33 (عاماً)/ دائرة تكنولوجيا المعلومات: الحب الحقيقي ينبني على الاحترام والالتزام الصادق وهذا ما يميّز الصداقة، تجعل مشاعر الحب أقوى وأحسن، لأنَّ الحب المفاجئ لا يزال ظاهرة عنيفة وعاطفية، سريعة الزوال في بعض الأحيان، والصداقة تستقر على الثقة والولاء والتوافق بين العقل والجسد، مع ذلك فإنَّ مشاعر الحب التي تنبثق عن علاقة الصداقة لا تزال غير متوقعة، فكلّ طرف ينظر إلى هذه العلاقة السحرية الغامضة التي تجذب دائماً إلى الحب.