ثريا جواد /
تعتبر ظاهرة زواج طرفين بينهما فارق كبير في السن أمراً غير مرغوب فيه في مجتمعنا، فالفتاة عادة ما تنظر الى فارس أحلامها أن يكبرها بسن معينة، ولكن ما السر الذي يدعو الشاب او البنت للزواج بمن هو أكبر او أصغر سناً؟ هل هو البحث عن الأمان والحنان؟ أم الخوف من أن تصبح المرأة عانساً ما يؤدي بالنهاية الى زيجات غير موفقة مصيرها الفشل والخذلان، وربما السعادة والهناء.
الكثير من الشابات، وحتى المتزوجات، كانت لهن آراء وتجارب مختلفة عن الزواج بمن هو أصغر منهن سناً، تباينت ما بين الرفض والقبول، هل يا ترى اذا كان الرجل أصغر من المرأة سناً، سينقص هذا من واجباتهم في الحياة الزوجية؟ وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن المرأة بعد الأربعين تبدو أكبر من الرجل بست سنوات، ولكن هل يمحو الحب كل هذه الفوارق؟ فالرسول محمد (ص) تزوج بالسيدة خديجة رضي الله عنها عندما كان عمره 25 عاماً فيما كان عمرها 40 عاماً فكان أصغر منها لكنه أحبها حباً لا يمكن وصفه.
حياة العزوبية
نجلاء الجنابي (28 عاماً) موظفة في أحد المصارف ذكرت: أنها ترفض رفضاً قاطعاً فكرة الزواج بمن هو أصغر منها سناً.. لأنها تكون في أغلب الأحوال ناضجة وواعية.. بينما يظل الشاب فترات طويلة دون سن النضوج، فلا يهتم بأسرته أو زوجته لارتباطه بحياة العزوبية التي اعتاد عليها، وأعتقد أن نسبة كبيرة من الفتيات يشاطرنني هذا الرأي ولا أدري إن كنت أبالغ في مسألة العمر أو أن هناك من تشعر بنفس شعوري، ولا أحب أن يكون زوجي أصغر مني، واعتقد أن الأهل لا يوافقون بسهولة على موضوع كهذا على الرغم من أنني اعرف الكثير من النساء ممن تزوجن بمن هم أصغر منهم سناً وكانت زيجاتهم ناجحة ومثمرة لكني أرفضها بشكل جازم.. فعلى الأقل أفضل أن يكون الفارق في السن بيني وبين شريك حياتي المستقبلي من 3 الى 5 سنوات وأنا لا أحب الرجل إلا ناضجاً مكتمل العقل ولا فائده لي بالشباب والتهور.
الحب والتفاهم
“ربما يقول البعض أن العادات والتقاليد تحكم فكرة الارتباط بمن هو أصغر مني في السن
وليس هناك أي مانع إطلاقاً أن يتزوج رجل بامرأة أكبر منه سناً”.. هذا ما قالته مروة عبد الرزاق (25 عاماً) طالبة ماجستير: كل ما يهمني هو (الحب) لأنه الرابطة الأقوى في الوجود، ثم التفاهم بين الطرفين، وربما اذا تزوج الشاب بفتاة أكبر منه سناً كانت أحن عليه وأكثر عطفاً ولم يثبت في كل الديانات ولا في الأعراف أن الزواج بمن هو أصغر في السن حرام أو عيب والنقطه المهمة في الموضوع هي ما إذا كان الرجل فيه من الرجولة والنضج ما يجعلني لا أشعر بهذا الفرق فإنني أوافق على الفور ولن أتردد إطلاقاً.
إصرار عنيد
تقول ميادة الجميلي (42عاماً) محامية: زوجي يصغرني بثماني سنوات ونحن نعمل في الدائرة نفسها، كان يحبني ويرغب في الارتباط بي ولديه إصرار عنيد، أرسل لي الكثيرين لإقناعي بالزواج منه ولكني كنت أرفضه بسبب فارق السن وكنت أخاف أن يسخر الرجل من زوجته عندما تكبر وحينها تبدأ المشاكل بيننا اذا كبرنا في السن بعد مرور أزمان سيتزوج علي بحجة انني أكبر منه وأنني خرفت وهو مازال الأصغر..
لكني وجدته عازماً ومصراً على الزواج بي وأقنعني بكلامه وفعلاً ارتبطنا وأنا أعيش معه في سعادة والحمد لله ورزقت بطفل جميل، ولم يشعرني يوماً بالفارق في العمر بيننا ووجدت فيه كل الصفات التي تتمناها المرأة في شريك حياتها.
الحب يصنع المعجزات
فؤاد القيسي (40عاماً) مهندس ديكور يقول: إن الزواج يعتمد على أساس المحبة والتوافق وزوجتي تكبرني بخمس سنوات، فهي امرأة ذات فـكر ناضج وفي نظري إنها مسأله عادية جداً, ولم يعد الأهل ينظرون إلى هذه الامور نظره سلبية مثلما كان في السابق، وكل ما يهمهم الآن هو سعادة ابنهم وتحقيق رغبته في الاقتران بالفتاة التي يحبها، ويضيف: إنها ستكون زوجة اجتماعية تعرف كيف تدبر شؤون بيتها، وتسعد زوجها ولا تأبه برأي الآخرين في عمرها، وبما أن هناك علاقة حب صادقة بين الشريكين، ولا سيما الاقتناع الذي يذيب جميع الفوارق، والحب يصنع المعجزات كما يقولون، وهناك معلومة لابد من الإشارة اليها وهي أن الفتيات الصغيرات يكون إحساسهن بالمسؤولية اقل ورزقني الله منها بثلاثة أولاد أعشقهم حد الجنون.
القسمة والنصيب
يسرا (ربة بيت) وأم لطفل (29 عاماً) فاجأتني بزواجها من شخص يكبرها بـ(27) عاماً وهي سعيدة في حياتها وبارتباطها بهذا الإنسان الذي قالت عنه: فارق العمر بيننا لم يكن له أي أثر في حياتنا على الرغم من أن الكثيرين قد وبّخوني في بداية الأمر لارتباطي به مع فارق السن الكبير بيننا لكنهم سرعان ما غيروا نظرياتهم وآراءهم حوله فهو إنسان خلوق ويحبني ويعمل الكثير من أجل إسعادي وهو الآن أصبح مثالاً وقدوة يحتذي بها الآخرون في الأخلاق والسلوك والتعامل.. لم يفكر يوماً في أن يجرحني بل على العكس عوضني حنان وحضن أبي الذي فقدته منذ العام 2006 فهو يساندني ويدعمني في كل شيء ونصيحتي لكل الشابات الارتباط بمن هو أكبر منك سناً لأنه سيكون لك الزوج والأخ والصديق. وفي الأخير نقول إنه رغم كل هذه الآراء والأفكار فإن الزواج هو قسمة ونصيب.