فكرة الطائي /
“وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة”، هو الأمر المتعارف عليه، لكن بمجرد الإبحار في حياة نساء ناجحات في ميادين عملهن الوظيفي والإبداعي، سوف ندرك أنه لابد أن يكون هناك شقٌّ ثانٍ يوازي القول السائد، ألا وهو “وراء كل امرأة ناجحة رجل متفهم “.
فالعديد من السيدات العاملات في مجالات مختلفة حققن التفوق والنجاح، ونسلط هنا الضوء على نساء متفوقات في عملهن، حققن إنجازات في مجال أعمالهن، ما كانت لتتحقق لولا أن هناك رجلاً متفهماً يقف خلفهن.
قصة كفاح
من بين تلك السيدات بقيت نماذج راسخة في ذهني، منهن الدكتورة انتصار عباس، وطالبة الدكتوراه فاطمة خضير، ولكل منهما قصة كفاح خاصة في النجاح .
وبعيداً عن الجانب الأكاديمي، فهناك جانب أسري هو السر في نجاح كل سيدة من السيدات اللاتي عرفتهن، أو تحدثت معهن، إذ أن هناك زوجاً يمتلك وعياً حضارياً وإنسانياً يتفهم دور المرأة في الحياة الاجتماعية، وأنه لابد من إسنادها والارتقاء والافتخار بخطواتها المتقدمة .
زوجي سندي
قالت لي السيدة ندى جواد كاظم – موظفة وأم لشباب في الجامعات- وهي تستذكر نجاحاتها على مستوى بناء الأسرة والعمل الوظيفي: “لم أكن أتصور نفسي بعد انتقالي من بيت أهلي إلى بيت الزوجية، أن لا يختلف دور زوجي عن دور أبي وأخي في إسناد خطواتي في الحياة، إذ أخذ بتشجيعي وإسنادي في تفاصيل حياتي العملية لتحقيق ذاتي وطموحاتي، تجربتي الخاصة مع زوجي هي تجربة رائعة ومثالية جداً، فهو متفهم لدور المرأة بأنها تملك طموحاً ولابد من أن يأخذ بيدي إلى برّ النجاح”.
لم أكن أتوقع تحقيق ذاتي
هذه الجملة، التي صارت عنوانا فرعياً، هي التي بدأت بها طبيبة الأسنان ملاك محمد، التي أضافت: “تزوجت حين كنت في مرحلة الدراسة الإعدادية، وكنت متفوقة في دراستي آنذاك، أصر زوجي على مواصلة تفوقي وتحقيق ذاتي، لذلك اجتزت المرحلة الإعدادية بتفوق على الرغم من ولادتي لطفلنا الأول، مع ذلك أصر زوجي على مواصلة خطواتي الدراسية في كلية الطب، وها أنا اليوم طبيبة أمارس عملي بكل شغف، وامرأة ناجحة داخل أسرتي “.
لم أكن عائقاً
على الجانب الاخر، لابد لنا من أن نقف عند وجهة نظر الآخر الذي يقف سنداً لشريكة حياته، إذ يقول بلال حسن: “إن وجودي في حياة زوجتي لم يكن عائقاً أمام طموحاتها وتحقيق ذاتها، بل سعيت إلى عكس ذلك، إذ خففت عن زوجتي أعباء المسؤولية البيتية من رعاية واهتمام بالأولاد ومتابعة دروسهم واحتياجاتهم، فضلاً عن بعض الأعمال المنزلية التي أجيدها، لكي تتفرغ لعملها الذي تحبه وتحقق تميزها الوظيفي وتؤكد دورها الفاعل في بناء المجتمع “.
المعادلة المعكوسة
يقلب يحيى كريم – موظف- المعادلة السابقة، إذ يقول إن “وراء كل امرأة عظيمة رجل أعظم.” ويضيف: “نحن كلانا يكمل أحدنا الآخر، ونتفهم المهام المطلوبة منا، لذلك لم أكن يوماً من الأيام أقف عائقاً في طريق عملها، وإنما كنت أسعى جاهداً لمساعدتها في تحقيق نجاحها، وأذلل الصعوبات التي قد تصادفها في طريق النجاح “.
أبي ثم أبي
فيما أكدت لي الطالبة الجامعية، زينب سعد، على أهمية دور الرجل ودعمه للمرأة في تحقيق نجاحها، إذ قالت: “تلقيت الدعم من والدي أثناء دراستي الجامعية، ولولا وقوفه إلى جانبي وإسناده لخطواتي وتشجيعي على مواصلة تقدمي العلمي، لكنت اليوم مثل أية فتاة تساعد والدتها، منتظرة أول طارق يطرق باب الزوجية، لتنتقل من بيت أهلها إلى بيت الزوجية، لكن أبي رجل متنور ومتفهم لدور المرأة في الحياة الاجتماعية “.
في الختام
النجاح مسؤولية مشتركة بين طرفين، سواء أكان الزوج أم الأهل، في رسم صورة المستقبل بالوعي الاجتماعي المتطور الذي يحسن أداءنا وفاعليتنا في الحياة الاجتماعية.