محسن ابراهيم/
يسألني الكثير من اصدقائي عن سر الشغف الكبير بالغناء الريفي وعلاقتي بمطربي هذا اللون الغنائي، ربما الاجابة لايمكن اختصارها ببعض كلمات, هذا الغناء يأخذك الى عوالم أخرى يحلق بك باجنحة الحزن الشفاف ينتقل بك من الاه الى الياويلي في نشوة تختزل كل تاريخ الحزن الجنوبي هو السهل الممتنع الذي يلامس شغاف الروح يتدفق من نغماته بناء جمالي لتعيش في لحظة تجرد من كل مايحيط بك, مطربوا الريف هم حالة عفوية مزجت بطيبة الاهوار ينساب غنائهم من ينابيع الروح وكما يصفونه هم (من كراعة كلبك) عفويون بكل شيء حديثهم ابتسامتهم سخريتهم , ما أن تلقي التحية على أحدهم حتى يقابلك باتسامة عريضة مصحوبة ب(هلا خالي) في مواقفهم الكثير من الطرائف تحضرني احداهن , في ثمانينيات القرن الماضي وأبان الحرب العراقية الايرانية كانت وزارة الثقافة والاعلام تقيم مهرجانات تعبوية ومن ضمن الفرق المشاركة فرقة الريف وكان في الاغلب من يشرف موسيقيا على هكذا احتفالات هو الفنان حسن الشكرجي, حينها كان اسم الشكرجي ذائع الصيت في بغداد لانه اشهر صانع حلويات بالرغم عدم وجود صلة بين الرجلين سوى اللقب, استدعي احد المطربين الريفيين لاجراء البروفة بادره حسن الشكرجي بالسؤال أين تغني وهنا يقصد طبقة الصوت رد عليه مطربنا (جا غير على المسرح) امتعظ الشكرجي ووضح السؤال بطريقة اخرى اقصد على أي نغم تغني. رد عليه مطربنا مرة أخرى (أغني على الغليظ) ويقصد وترالقرار في ألة الكمان، غضب الشكرجي وطلب من صاحبنا مغادرة المسرح، خرج وهو يتمتم مع نفسه حتى سأله أحدهم (هاا ابو فلان خير) رد عليه (لاخالي ماكو شي بس أتناحيت وي هذا ابو الحلويات).
اتناحيت تعني (تشاجرت)