د. علي الشلاه/
فقدت الثقافة العراقية مطلع عام ٢٠١٨ ثلاثة من مبدعيها الكبار.. بدءاً بالشاعر جمعة الحلفي مروراً بالمفكر فالح عبد الجبار والفنان عبد المطلب السنيد، وكأن الثقافة العراقية بتنوعها المعرفي والإبداعي محكومة بقدر واحد.
ولأن كلاً من المبدعين الكبار يمثل خسارة لاتناظرها خسارة فإن المطلوب اليوم إعادة نظر تقييميّة لواقع المثقفين العراقيين في ظل تعرض عدد غير قليل منهم لأمراض مزمنة ومعيشة صعبة بمتطلبات خاصة، ولذا لابد من الاهتمام بمشروع قانونين هما في عهدة مجلس النواب العراقي ..الأول هو قانون رعاية العلماء والأدباء والفنانين،
وهو الذي وصل للتصويت في الدورة الماضية وأوقفته رئاسة البرلمان، والثاني الذي قُرئ القراءة الأولى قبل أيام وهو مقترح قانون المجلس الأعلى للثقافة وقد أحيل للحكومة لبيان الرأي ويمكن الدمج بينهما في مراحل لاحقة.
إن أهمية القانونين اذا تم إقرارهما فسيوفران حصانة معنوية للثقافة العراقية ومبدعيها ورموزها، وسيوقفان عملية البحث عن شخصية أو جهة تتولى دفع نفقات علاج من يمرض منهم.
الثقافة العراقية هي طوق النجاة الأول للدولة العراقية وهي التي ستوفر المرتكز الذي يلتف حوله الشعب في ظل ارتباك المرتكزات الأخرى، وهنا ينبغي التوقف.