عامر بدر حسون/
اذا لم تحترمها أنت فلن يفعل غيرك!
لا حاجة لأن تشهر سيفك وتطلق الصرخة العراقية ضد الآخر: احترم نفسك!
ليكن النداء موجه لك ولأعماقك وأفعالك.. بهدوء وتواضع!
في أربيل واحتراما لنفسي لا أشتري ولا أتعامل مع مكان يكتب باللغة الكردية والانكليزية فقط ولا يكتب باللغة العربية!
احترامي لنفسي يمنعني من الاقتراب من عالمه الصغير هذا.. يستوي في ذلك صاحب البسطية الصغيرة وأفخر مطعم أو مول.
هو فعل هذا لسبب ينطوي على قلة أدب أو عنصرية يظنها وطنية أو أي شيء آخر.. المهم أن أسبابه لايمكن أن تكون نبيلة أو أنها تنطوي على احترام للآخر.
احترامي لنفسي، ممثلا هنا بلغتي العربية يتمثل في مقاطعتي له، فأنا لست من مدعويه للشراء أو الضيافة.. والمثل يقول:
“من يذهب بلا عزيمة ينام من غير عشا”!
كنت أحب بعض الأغنيات لمطرب عراقي قديم نسبيا.. لكن جارا لي اعتاد أن يحدثني عن صنوف التعذيب التي تعرض لها طوال سبع سنوات، على يد ابن ذلك المطرب، دفعتني لتحريم سماع أغنيات الأب!
منذ عامين وأنا لم اسمع له أغنية احتراما لنفسي. قلت لخلدون، الذي سجن ظلما و “اشتباها” وذاق أشكال تعذيب مازالت آثارها واضحة على جسده وروحه:
– لا أستطيع أن أفعل لك شيئا سوى أن أمتنع للأبد عن سماع أغنيات الأب فهي تذكرني بأفعال وجرائم ابنه!
ربما سخر خلدون في أعماقه من رد فعلي الصغير جدا على تلك الجريمة. لكنني فعلتها من أجل احترام نفسي وعدم قبولي باختلاط صرخات الشاب المعذب بآهات أغنية الأب!
ومرة، في العام 1996 اخبرت قيادة حزب معارض أنني لن أدخل الى مكتبهم ثانية في دمشق، لانهم لم يقاتلوا الحرس الجمهوري لصدام يوم اقتحم أربيل بالاتفاق مع مسعود البرزاني، ولم يقاتلهم الحرس الجمهوري برغم وقوفه على أبواب مقراتهم في أربيل!
كانوا ينتظرون مني موقفا متطرفا، كما هو شأني، في القضايا التي تتعلق بصدام والتعاون او التهاون معه.. لكنني اثرت سخريتهم الدفينة بقراري الصغير!
موقفي كان احتراما مني لنفسي وحسب!
احترم نفسك ولو بقرار صغير ..
لا تذهب لمحفل أو عزيمة دون دعوة..
لا تشتري ممن لا يهمه أن يعرض عليك بضاعته..
لا تستمع.. حتى لأغنية جميلة انجب صاحبها جلادا!