محسن إبراهيم/
الحنين الى موسيقى الماضي والأغاني التي استمعنا إليها في سن المراهقة. والتي ما تزال تحتل حيزا في بعض الزوايا الخفية، وما زال هناك جزء يحفظ ذاكرة الشجن في مخيلتنا. الموسيقى تلعب أدوارا عدة في حياتنا. بعض الاغاني تصبح ذكريات في حد ذاتها، تخترق الذاكرة بقوة. وبعضها الاخر يشكل موسيقى تصويرية لما شعرنا به في ذلك الوقت, فإذا احببنا أي أغنية بالطريقة التي احببنا بها موسيقى مراهقتنا فإن ذلك يعد امرا محزنا نوعا ما. فالحنين الى الماضي الذي يصاحب الاغاني المفضلة لنا ليس هو تذكر عابر للاوقات الماضية، وانما هو شيء يمنحنا الوقت للعودة الى سنوات قفزت فيها عقولنا بسعادة مع موسيقى شكلت هويتنا. وفي كل مرة نستمع الى موسيقى وأغان احببناها ذات يوم من عمرنا تعود تلك السعادة التي صنعتها هذه الاغاني من جديد. إحساس رائع يحلق بنا بطريقة سحرية للماضي الجميل, في صباح فيروزي وهي تغرد (اعطني الناي وغني فالغناء سر الوجود). ما أروع ان يرتفع لديك منسوب الحنين فتستمع لصوت يغني لك وعليك. لكن سرعان ما تستقيظ من ذلك الحلم الجميل مرعوبا على صراخ أحدهم (يريد أن يطك روحه بحديده) او شخص آخر يعلو صراخه وينادي (يمه كرصتني العكربه).وتحاصرك (الستوتات) و( الكيات) وهي تدخل في هستيريا الصراخ، حاملا معه فيروس الكلمات التي تفتقد قواعد الذوق والأخلاق، ويعج بالإيحاءات التي تخدش الحياء وتصدم أذن المواطن وتغزو مجتمعنا كالسرطانات الخبيثة، تحت مسمى الغناء.