نرمين المفتي /
اضطرت صديقتي إلى بناء مشتمل في حديقة بيتها وعرضته للإيجار لحاجة عائلتها الماسّة إلى زيادة دخلها لمواجهة المتطلبات اليومية. وأصرّت أن يكون البناء درجة أولى وجهَّزت المطبخ بكاونترات حديثة وكأنَّها تشيّده لعائلتها، اهتمَّتْ بجميع التفاصيل لتمنح راحة للمستأجر الذي كان في البداية، حين التوقيع على عقد الإيجار، عائلة صغيرة، الأب والأم وطفلين. وبعد شهرين فقط أصبحت العائلة كبيرة، إذ جاءت عائلة شقيق المستأجر أيضاً للسكن في المشتمل وكانت الذريعة حظر التجوال وعدم تمكّن شقيقه من دفع إيجار البيت الذي كان يستأجره.. وسكتت صديقتي على مضض رغم تبليغ المستأجر الأصلي بأنَّ المشتمل لا يتحمّل سكن عائلتين لكن دون جدوى..
بدأ الجيران يشكون ساكني المشتمل عند صديقتي بسبب تصرفاتهم غير اللائقة مع الجميع ودون أي سبب يعتدون على الأطفال والصبيان ولا يجرؤ أي أب على دقّ بابهم لأنَّهم فوراً يلجأون إلى (الدكّة العشائرية) وعندما تعب الجميع، اتفقوا على الذهاب إلى مختار المنطقة الذي رافقهم بدوره إلى مركز الشرطة وسجّلوا شكوى، ونصح ضابط المركز صاحبة المشتمل برفع قضية بالمحكمة لأنَّهم أخلّوا بالعقد المبرم بينهما وخلال شهرين تمكّنت من كسب الدعوى، طبعا عاونها المختار ومركز الشرطة والجيران كشهود.. واكتشفوا في المحكمة التي حكمت لصالحها بأنَّه كان لصاً وهناك دعاوى ضدّه لكنَّه كان يتمكّن دائماً من إنقاذ نفسه، هذه المرّة لم يتمكّن لإصرار المختار والشرطة والجيران أن يقفوا معاً ضدّه.
تسلّمتِ المشتمل الذي كان يصفه الجيران بـ(جوهرة) المحلة وكأنَّه خرابة بمعنى الكلمة..
قال المختار، هناك من يقول (يمعود هو بيت إيجار) وبالتالي لا يهتم بالبيت الذي يسكنه، ويترك ما يخرب به خرباناً ولا يعيد صبغه ولا ينظفه، وإن لامه أحدهم ، يكرّر جملته وتأكيده أنَّه بيت إيجار.. مع الأسف هناك من يتعامل مع أمور عديدة بنظرية (بيت إيجار) الذي يجمع وهو يسكنه الأموال ويستر من خلال جدرانه وشبابيكه وبابه على عائلته، لكنَّه لا يهتم به، فهو لا ينتمي اليه ولم يتعب في بنائه ولا يهمه إن تركه خرباً وذهب إلى بيته الذي بناه حتى لو كان في منطقة أخرى ليهتم به.. ويحاول أن يغيّر نفسه وسلوكه، لكن جيرانه السابقين يذكرونه بالسوء دائماً وقطعاً سيصل حديثهم إلى منطقته الجديدة وينفضّ من حوله الجميع حتى لو كان يملك ملايين الدولارات.