د. علي الشلاه /
وصلتني قبل شهر دعوة مغرية من د. هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب للمشاركة في اليوبيل الذهبي للكتاب بعبارات تقول أنني مدعو ضمن كبار المثقفين في العالم فوافقت خصوصا بعد أن علمت ان عدد المدعوين العراقيين قليل جدا.
وفعلا مضيت ورأيت الطبعة المصرية من كتابي البابلي علي ففرحت لكن الفرحة لم تكتمل نظرا لقلة دور النشر العراقية التي شاركت بهذا المعرض الهام بدورته الاستثنائية وكانت اكثر دور النشر العراقية المشاركة هي التي في خارج الوطن وهو أمر مؤسف ومحير نظرا لكثرة دور النشر العراقية وكثرة إصداراتها في الأعوام الأخيرة بعد التطور الذي تركته حرية التعبير المفتوحة وغياب دائرة الرقابة التي أودت بالثقافة العراقية سنوات الدكتاتورية.
ولابد لنا لاسيما في اتحاد الناشرين العراقيين ووزارة الثقافة من مراجعة كل ما يتعلق بصناعة الكتاب وانتشاره
والقيام بمحاولة جادة للنهوض بها ودعمها وإيجاد حل لمشكلة التوزيع داخل العراق وخارجه.
ان غياب الكتاب العراقي لم يعد مبررا ولا مقبولا وعلينا أن نسعى لتجاوز مشكلات حضوره بالمشهد العربي بعمل حكومي داعم يسهل قبول وزارات الثقافة العربية المنظمة للمعارض به أثناء المعارض وخارجها وتوزيعه في بلدانها باستمرار وتواصل.
أعود لمعرض القاهرة الخمسين للقول انه كان عملا استثنائيا فعلا ان يتم إنجاز مباني متكاملة جديدة له خارج زحمة القاهرة ومباني معارضها القديمة وقد أنشأتها القوات المصرية بمواصفات عالمية تذكرنا بأهم المعارض في العالم سعة وتنظيما كما أقامت صالات متعددة للندوات والفعاليات حيث كان للصديق الشاعر خزعل الماجدي ولي مساهمة مثلت القصيدة العراقية الحديثة بامتياز ولم تخلو مداخلاتها من إيضاح صورة عراق ما بعد الدكتاتورية التي لا تخلو منها اي فعالية عراقية في اي مدينة عربية هذه الايام واود هنا ان اكرر ما قلته ردا على سؤال مدير الندوة: العراق بخير وبغداد بخير فقد صمدت أمام كل الاحتلالات والغزوات من المغول حتى دكتاتورية صدام وما تلاها وعلى العرب ان ينظروا إلى العراق بعيون جديدة ودودة ومتسامحة.. العراق بخير وبغداد بخير.