الثقافة هوية الوطن

د. علي الشلاه/

ما من شيء يرسخ هوية الوطن وبقائه بعد الشهداء إلا الثقافة ورموزها، ومهما حاول المحاولون وأولهم الطغاة كسر هذه القاعدة.. لكنهم لم ينجحوا إلا آنياً وأصبحوا سبة فيما بعد.

وتتسع هذه القاعدة في الأوطان المؤسسة في الحضارة والثقافة مثل بلاد الرافدين، حيث يكون الجواهري والسياب والبياتي وغائب طعمة فرمان ونازك الملائكة وجواد سليم، هم أسس الوحدة الوطنية ووجه العراق المشرق.

ان الأزمات التي عاشها العراق عبر تاريخه وأنهار الدماء التي أسالها الطغاة والغزاة تركت الثقافة هي الشاهدة البيضاء الوحيدة التي اعادت الاعتبار لفكرة الوطن وهويته.

واليوم ونحن نتنفس الصعداء وننفض غبار الإرهاب عن وجه الوطن ويده لابد أن نذكر بهذه الحقيقة وان ندعو الجميع إلى تذكرها والأخذ بها وعدم إهمال الثقافة والمثقفين كما حاول بعض الساسة الجهلة في الماضي.

العراق ليس بئر نفط ولاحماقات دكتاتور وإنما نهر حضارات وثقافات لا تتوقف ولا تنتهي وعلينا جميعا ان ندرك أن الحل بالثقافة.

ومن هنا لا ينبغي النظر إلى المثقفين كأنهم هامش او ديكور لمتن يشغله الساسة وحدهم وان القادم من الأيام لن يكون كسابقاتها وعلى المثقفين ان يتقدموا الصفوف لتأثيث مفهوم الوطن بمضمون متسامح يجمع حضارات العراق وحاضره معا.