الحسين يوحدنا

حليم سلمان/

كان الإمام الحسين (ع) يعلم بأن ثورته (انتحارية)، وقد لا تقوده إلى نصر سياسي أو عسكري آني، إنما كان الهدف من عاشوراء الثورة، دق جرس إنذار للأمة، والتنبيه إلى خطر الحاكم المنحرف الفاسد. ولأهمية مناسبة عاشوراء، أطلقت شبكة الإعلام العراقي شعار (الحسين يوحدنا)، ليصبح عنواناً عريضاً وعميقاً لكل التغطيات المرئية والمسموعة والمطبوعة، والمنصات الاجتماعية، للمساهمة في نقل الحدث وترسيخ المبادئ العظيمة لثورة الإمام الحسين (ع) العابرة لكل الحدود والأديان والطوائف.
الحسين (ع) كان مؤمناً بدور الإعلام الهادف الذي يتبنى قضية بناء شخصية الإنسان وتحصينه من الانحراف، فضلاً عن أن الإعلام يسهم في دعم حركات الإصلاح الاجتماعي والسياسي، وتشكيل آفاق الرأي العام والتحفيز على المطالبة بالتغيير والإصلاح من خلال محتوى يدعو إلى العدالة والمساواة.
مؤسسات شبكة الإعلام العراقي تقدم إعلاماً مهنياً وحرفياً، تتوافر فيه عوامل التأثير في الرأي العام، لذلك تبنت، وخلال أيام شهر محرم الحرام، التغطيات الإخبارية والبرامجية لإنتاج محتوى يسهم في نشر مبادئ الثورة الحسينية، وبناء مجتمع أكثر عدلاً وشفافية.
(الحسين يوحدنا) ليس شعاراً فقط، وإنما أصبح هدفاً وتعزيزاً لقيم ومبادئ الثورة الحسينية، ورسالة لنشر العدالة والحرية ومقاومة الظلم والطغيان.
شبكة الإعلام العراقي أخذت على عاتقها مهمة نشر المعرفة حول أحداث كربلاء وأسبابها ودروسها، من خلال التغطية الإعلامية للخطب والندوات والمحاضرات ونشر المقالات وبث البرامج التلفزيونية، إذ تقوم قنوات العراقية تحديداً بإبراز الفعاليات الدينية، مثل مجالس العزاء والمواكب الحسينية وزيارة العتبات المقدسة، لتتفاعل كوادر الشبكة، ومن خلال (الإعلام الحسيني)، بنقل قيم الشجاعة والتضحية والصمود في وجه الظلم والتمسك بالحق من خلال محتوى إعلامي حسيني يروي قصص الشهداء والأبطال الذين قاتلوا إلى جانب الإمام الحسين (ع).
باختصار، يعمل إعلام الشبكة، المرئي والمسموع ومواقع التواصل والمطبوع، على صناعة جهد يقدم شخصية الإمام الحسين وأصحابه كنماذج أخلاقية عليا يحتذى بها في الحياة اليومية، الأمر الذي يسهم في بناء المجتمع القائم على المبادئ الأخلاقية السامية. كما يرتكز هدف شعار شبكة الإعلام العراقي (الحسين يوحدنا) على ترسيخ الهوية الدينية المتعلقة بالثورة الحسينية، وتعزيز الوحدة الإسلامية، ونشر رسالة الإمام الحسين، ودعم القضايا العادلة، وبناء مجتمعات قائمة على القيم الإنسانية والأخلاقية.