د. علي الشلاه/
للعام الثالث تدور تساؤلات محقّة في المشهدين الثقافي والفنّي العراقي حول غياب الدراما والسينما من الإنتاج في شبكة الإعلام العراقي ووزارة الثقافة منذ عام 2014م، وهو أمر مؤسف يبيّن أن الثقافة هي أول المتضررين من تردّي أسعار النفط وما أعقبه من أزمة اقتصادية يحاول العراق تجاوزها بصبر وأناة بالرغم من ظروف الحرب على الإرهاب وتكاليفها الباهظة.
ولابد من التذكير هنا بأمرين اثنين، الأول أن الحرب على الإرهاب ليست عسكرية فقط بل هي في جانبها الرئيس ثقافية إعلامية أيضاً، إذ كان هجوم العدو الأول إعلامياً، وكان نصر العراق العسكري لا يخلو من نصر إعلامي كبير. والأمر الثاني أن مرحلة النصر تقتضي نصراً ثقافياً فكرياً إعلامياً تأتي الدراما في مقدمته، إضافة إلى المناهج الدراسية والمؤتمرات والمهرجانات والندوات. وتظل الدراما هي الأقدر على الوصول إلى التنوع المجتمعي عمراً وثقافات من أية وسيلة أخرى، وهو ما ينبغي الانتباه إليه في كل مفاصل الحرب على الإرهاب ومنع عودته. وهنا ينبغي تعزيز تخصيصاته أسوة بكل مستلزمات الحرب الأخرى ليكون البعد الثالث بعد القوات المسلحة والإعلام.
لقد حاولت شبكة الإعلام العراقي الوصول إلى حالة مقبولة من الإنتاج الدرامي، لتؤدي هذا الواجب الوطني إضافة إلى دعم الفنان العراقي وإيصال صوته وتطوير أدائه وحضوره في المحافل العربية. وجاء تخصيص أربعة مليارات دينار لدراما الجيش والحشد في موازنة هذا العام 2017 بعد عمل مضنٍ شاركت فيه لجنة الثقافة والإعلام واللجنة المالية النيابيتان، إلا أن الأمر تعثر لدى وزارة المالية برغم مطالبتنا المتكررة، وهو موقف مؤسف ينبغي أن تصححه الوزارة سريعاً وأن لا تنظر إلى الثقافة والإعلام والفنون على أنها أشياء كمالية ينبغي التضحية بها في أول ضائقة مالية.
أعود إلى شبكة الإعلام العراقي لأقول أننا مصرون على دعم الفنان العراقي والدراما العراقية، وسنحاول بمختلف السبل تفعيلها ولن نقف مكتوفي الأيدي حيال ذلك، وستشهد الأيام القادمة خطوات فعالة لانطلاقة درامية جديدة رصينة مع الانطلاقة الحاصلة في الجوانب التقنية من عمل الشبكة.
الدراما حياة.. والعراق صانع الحياة والنصر ولن تموت الحياة فيه أبداً.. هذا وعد.