جمعة اللامي
“الجاهل صغير، وإن كان شيخاً.
والعالم كبير، وإن كان حدثاً”
(الإمام علي)
قبل سنتين تقريباً، كتبت – هنا – في “ذاكرة المستقبل” مقالاً بعنوان: “الدكتاتور العربي.. عاشقاً”، لخصت فيه حب الدكتاتور الإيطالي بنيتو موسوليني لابنة بلده السمراء كلارا بيتاتشي، التي اختارت أن تموت معه في تلك النهاية المعروفة، وقلت إن حكم موسوليني استمر زهاء 23 سنة، أمضاها بين التفرد بالحكم، والكتابات الروائية الفاشلة، والتطفل على الشأن الصحافي الإيطالي!
وقلت أيضاً، في ذلك المقال، إنه لمن سخريات القدر، أن يمسك بمقاليد الأمور في إيطاليا، وريثة الحضارة الرومانية التليدة، رجل مثل موسوليني، الذي كان يقابل امرأة كل خمس دقائق، كما كتب (أمين سره) في مذكراته التي نشرت جانباً منها (دار المكشوف) اللبنانية سنة 1949، ضمن كتيب صغير عنوانه (معشوقات موسوليني).
وقد علق صديق يقيم، إلى الآن، في مملكة السويد، على ذلك المقال، بقوله: “يا صاحبي.. أنت في مرمى النار تماماً. فخذ حذرك.” ثم أضاف: ” البعض هنا في السويد، ممن تعرف، يحضرون حقائبهم للدخول إلى بلادنا مع القوات الأجنبية المتأهبة لاحتلال العراق.”
أخذت بنصيحة الصديق، فعلاً. لكنني شددت النكير على شخصية (الدكتاتور) العربي، كبيراً كان أم صغيراً، رب أسرة أو عازباً، شاعراً أم ناشراً، عسكرياً أو مدنياً. كما أخذت أجمع معلومات عن (الدكتاتور) العاشق، الأجنبي والعربي.
ومن الوثائق التي وقعت بيدي، كتاب عنوانه (هتلر العاشق) صدر سنة 1948 عن (دار المكشوف) اللبنانية، كتبه رجل اسمه (دوغلاس هيفلت)، ونقله إلى العربية صحافي لبناني اسمه باسيل دقاق.
والشائع حالياً، منذ زمن طويل أيضاً، أن (إيفا براون)، هي المفضلة لدى الزعيم النازي، ولاسيما بعدما انتحرت معه في (الجحر) الهتلري، كما يقول (أوتوجينش)، المساعد الأقرب لهتلر، الذي توفى يوم 12 تشرين الثاني – أكتوبر، في بلده (ألمانيا الغربية) سابقاً.
وسبق لـ أوتوجينش القول، في مؤتمر صحافي ضيق، في وقت سابق: “كنت مع هتلر وإيفا حين انتحرا سنة 1945. لقد طلب مني هتلر حرق جثته عقب موته. وقمت بإلقاء شعلة نار على جسديهما، بعدما فشل رئيس الأركان: (مارتين بورمان) بإشعال النار فيهما.”
كانت إيفا براون لا تطيق شخص الممثلة الألمانية (ليني رافينشال)، التي هي رابعة أربع نساء، اختصهن هتلر بعشقه ونزواته الحيوانية. ويروى أن هتلر كان لا يسمح حتى لأقرب معاونيه بذكر اسمها أمامه.
كتبت (إيفا) عن (ليني) تقول إن “ليني رافينشال لا تعرف غير هز البطن والردف. لكن هذا يكفي، على ما يبدو، لكي يصبح المرء شهيراً.”
ومن أجمل اللقطات المصورة التذكارية التي رأيتها لزعيم (الرايخ)، تلك التي يبدو فيها أنه يتيه حالماً وإلى جانبه تجلس (إيفا) مستسلمة لقدر غامض.
وعلق غريب المتروك على ذلك بقوله: هذه حال (الدكتاتور) قبل الموت!