الزميلات الرائعات

عامر بدر حسون/

الإعلام “المضاد” هو إعلام منظّم بالضرورة، بمعنى أنه ليس عفوياً او نتاج مزاج عابر او نكدي كما هو شائع في إعلامنا او في عالم الفيسبوك.

هدف الإعلام المضاد (للحقيقة) هو ترك القارئ في حيرة من امره وغير قادر على حسم رأيه في هذه القضية او تلك.

ومن أبرز أسلحة الإعلام المضاد للحقيقة هي الأخبار الكاذبة.. والتي صارت تبنى عليها المواقف والتحليلات!

***
من يصنع هذه الأخبار؟

(لن اقول الخصوم او الجيش الإلكتروني للبعث او ذوي التفكير الداعشي حتى لا يزعل “الرفاق وان لم ينتموا” ولن ادخل في اهدافها فليس هذا موضوعي الآن، اقول هذا حتى لا يتعب احد نفسه بالقول إن البعث انتهى ومن جاء بعده جعلونا نترحم عليه والى آخر ذلك الهراء)!
موضوعي هو كيف يمكن التأكد، بأسهل طريقة، من صحة تلك الأخبار قبل تداولها؟

***

هناك ستة اسئلة يتعلمها الصحفي والكاتب في اول عمله وتحديدا عند تعلمه كتابة الخبر.
هذه الاسئلة دون تسلسل هي:

ماذا؟

من؟

اين؟

كيف؟

لماذا؟

متى؟

***
هذه الاسئلة توجد اجابة عليها في اي خبر، مهما كان الخبر صغيرا.
الخبر يقول لك: “ماذا” حصل؟.. و”متى”حصل؟ و”اين”حصل؟ و”مَن” قال انه حصل او قام بالفعل؟ و”لماذا” حصل؟ و”كيف” حدث؟

هذه المعلومات لا بد ان تتوفر في اي خبر حتى يكون صحيحا، وحتى لو رفض صاحب الخبر ذكر اسمه، فالصحفي عليه ان يذكر انه امتنع عن ذكر اسمه حتى لا تبقى “مَنْ” غائبة عن اخواتها اللواتي يؤكدن صحة الخبر.

ان لم تتوفر هذه الإجابات في الخبر نفسه فالخبر كاذب أو ملفق لأغراض معينة ومنها اللعب بعقلك!
الأمر بهذه البساطة.

هذه الاسئلة هي صديقة الصحفي وضميره المهني في الوقت نفسه، والرجوع اليها من قبل القارئ يحمي عقله من التلاعب به.

***

أخيراً:

تعتمد الأخبار الكاذبة على الأغبياء والأذكياء لتصديقها وتسويقها:

– الأغبياء أمرهم سهل فهم اعتادوا ان ينعقوا وراء كل ناعق!

– اما الأذكياء فهم يحبّون ان يصدقوا ما يسيء لخصمهم دون التحقق من صحته.

لا تكن غبياً او “ذكياً” وانت تقرأ الأخبار..

كن صاحب ضمير حتى في خصومتك، قارئاً كنت ام كاتباً، ولن تسيء لضميرك أو لسمعتك مرافقتك الدائمة للحكيمات والزميلات الرائعات:

من؟ كيف؟ ماذا؟ لماذا؟ اين؟ ومتى؟

ولن يلعب احد بعقلك ابدا!