د. علي الشلاه/
يختلف المحللون والاعلاميون كثيراً هذه الأيام في موضوعة الصعوبة والسهولة بين الجانبين الايسر والايمن في معركة تحرير الموصل التي انجز العراقيون وقواتهم المسلحة (جيشاً وشرطةً وحشداً) تحرير ساحلها الايسر بين كبر المساحة وأهمية ورمزية الاحياء والمواقع الادارية وبين ساحلها الايمن المكتض بالسكان واحلام الفقراء التي حولتها داعش الى كوابيس وهو خلاف غريب وغير عملي اذ ان معركة تحرير المدن والنواحي والقرى في محافظة نينوى والمحافظات التي سبقتها قد قصمت ظهر داعش وأنهت هيبته ولو كانت لديه اية قدرة على المواجهة والصمود ولكان استخدمها في الساحل الايسر او في المعارك التي سبقته.
لقد قام الابطال من قواتنا المسلحة بانجاز المهمة الاصعب وحولوا داعش الى فلول هاربة تحتمي بتفجير المدنيين للتغطية على هزائمها المتلاحقة وهو أمر لمسه العالم كله الا بعض المتطرفين المرضى الذين لا يميزون بين رغباتهم واحلامهم وبين المتحقق على الارض من انهيار لداعش ومضافاتها في العراق كله.
الساحل الايمن يمتلك خصوصية حقاً لكن تلك الخصوصية هي عكس ما يزعمه دواعش الاعلام والطائفية وهي انه سيكون ساحل النصر الاخير الذي سيحتفل به الوطن كله والعالم كله بطيّ صفحة الظلام والبؤس والقرون الوسطى وسيؤسس لوحدة وطنية عراقية جديدة طالما حلم بها العراقيون منذ تأسيس دولتهم المعاصرة عام 1921م.
في العراق اليوم تنتعش حياة جديدة وتخبو نزعات الانقسام والتمزق والتشرذم ويلوذ اصحابها بالصمت وهم يرون وطناً والتمزق والتشرذم ويلوذ اصحابها بالصمت وهم يرون وطنها متماسكاً يتسيد كل المخاوف التي صنعها الصعود المرسوم لداعش في الاقبية المظلمة.
الساحل الأيمن مختلف نعم لكنني واثق بأنه سيكون الاسرع في التحرر وسيمتلك اختلافه من حقيقة كونه من سيسدل الستار على الارهاب ويرسم افق العراق القادم من تخوم المستقبل.
العراق هو عنقاء الماء والحياة
وداعش خنفساء الرماد التي سيسحقها أطفال مدارسنا في الساحل الأيمن