نرمين المفتي /
وبدءاً فإن الصحف والمواقع الخبرية نشرت في ١٣ كانون الأول ٢٠٢١ ونقلاً عن (مصدر أمني) عن “فقدان الاتصال مع 4 أشخاص بينهم عقيد في الداخلية خلال رحلة صيد في حمرين، واشتباه بتعرضهم للخطف،” مبينًا أن “العقيد -حسب المعلومات- ضابط في جوازات الأعظمية.”
وتناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها ما تشير إلى أنها (وكالة أخبار) الخبر مع صورة الشهيد ومنصبه.. إذن، الخلل في المصدر الأمني، الذي لم تشر وسائل الإعلام الى اسمه ومنصبه، الذي (تطوع) بالتصريح وكشف رتبة الشهيد ياسر ومنصبه.. وطالما نبهنا الى ضرورة أن تكون المصادر الأمنية حذرة في تصريحاتها، لكن يبدو أن هناك من لا يسمع ولا يقرأ.. وطبعا هناك (مصادر) تصرح، تحت إلحاح مراسل صحفي يبحث عن سبق، ولا يهمه ماذا ستكون النتيجة..
مما لاشك فيه أن السبق الصحفي إنجاز للصحفي، ونقطة لصالح الصحيفة أو الوكالة أو الفضائية التي يعمل فيها، لكن ليست كل الأخبار الأمنية سبقاً، إنما قد يتسبب بعضها بكوارث ومآس..
التنافس بين الصحفيين ووسائل الإعلام لأجل السبق الصحفي يجب أن لا يخرق شرف المهنة، أذكر أني -قبل سنوات- أدنت، من خلال مقال، مراسلاً صحفياً كان أول من وصل الى منزل عائلة في كركوك قُتل أفرادها بوحشية، وقام بتصوير الجثث ونشرها على صفحته في الفيسبوك فوراً، غير مبالٍ بحرمة الموت وبكمية الألم التي سيتسبب بها لأقرباء الضحايا ومحبيهم.. ولابد من الإشارة، أيضاً، الى الصحفيين الذين يزورون هذا النجم او تلك النجمة، وهما في المستشفى، ويسارعون بنشر صورها وهما على سرير المرض بوجوه تعبة، او كاميرات الفضائيات التي تصور داخل المستشفيات وتعرض صور المرضى، علماً بأن نشر صور المرضى يحتاج الى موافقة شخصية لأنها من الأمور الخاصة جداً..
وإذا كانت لهيئة الإعلام والاتصالات سلطة على وسائل الإعلام المسجلة لديها، فلا سلطة على صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عناوين صحفية ووكالات أخبار، وبعضها، ورغم اختلاف عناوين الصفحات، إلا أنها تنشر الأخبار نفسها ضد شخصيات سياسية بعينها، ما يؤكد أنها جيوش إلكترونية، باختصار هذه مواقع (إعلامية) لا تعرف شيئاً عن شرف مهنة الصحافة..