حليم سلمان/
يمكن القول، إن زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، ستكون الزيارة الأهم لأي رئيس حكومة عراقية، في وقت تشهد منطقة الشرق الأوسط أقصى درجات (التوتر) بسبب حرب غزة.
العراق يحرص على طرح العديد من الملفات والقضايا للنقاش داخل أروقة البيت الأبيض، والمؤسسات الحكومية الأميركية ذات العلاقة ومنها؛
* التحالف الدولي
يؤكد العراق على أهمية استمرار لقاءات اللجنة العسكرية العليا لإنهاء مهمة التحالف الدولي، وتحديد السقف الزمني للبدء التدريجي بانهاء مهمة التحالف وتفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي.
* الدولار والعقوبات
سيطرح السوداني ملف العقوبات الصادرة بحق 32 مصرفاً مع وزارة الخزانة الأميركية، ذلك أن هذه العقوبات (المفاجئة) قد أبطأت مشروع الحكومة في عملية إعادة هيكلة وإصلاح المؤسسات المالية في العراق، ومارست سياسة (خنق الحصول على الدولار)، وللأسباب المذكورة سيطرح العراق حلولاً جاهزة لرفع العقوبات وإعطاء الفرصة لإصلاح المؤسسات المصرفية العراقية وفق حاجات السوق العراقي، بالانسجام مع المعايير الدولية.
* الملف السياسي
على الرغم من ربط العلاقات الأميركية العراقية بجملة من الاتفاقيات الأمنية والسياسية، إلا ان طبيعة هذه العلاقة تحددها عوامل إقليمية ودولية غاية في التعقيد ، ولم تكن العلاقات يوماً في أحسن أحوالها.
حكومة بغداد تنوي، وعلى المدى الطويل، رسم سياسة استراتيجية واضحة، قد تتضح ملامحها أكثر بعد انتهاء الحرب في غزة وانتهاء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
* التعاون الاقتصادي/ الاستثمار
وقع العراق والولايات المتحدة اتفاقية إطار التجارة والاستثمار (TIFA) عام 2005، وينصب معظم التعاون بينهما في مجال الطاقة والاستثمار والبنى التحتية والتجارة، وتحتل المنتجات النفطية المركز الأول في صادرات العراق الى الولايات المتحدة، بينما تركزت الصادرات الأميركية الى العراق على المنتجات الإلكترونية والمواد الكيميائية، ويفوق حجم التبادل التجاري بينهما (8) مليارات دولار لعام 2022، وازداد حجم التبادل التجاري بين العراق والولايات المتحدة الى أكثر من الضعف خلال العامين الماضيين، إذ ارتفعت صادرات العراق إلى الولايات المتحدة أكثر من 110 ٪ وزادت وارداته أكثر من 150 ٪ .
ترغب الحكومة العراقية بزيادة التعاون الاقتصادي، وأن يدخل الأميركان في استثمارات طويلة الأمد في مجال الطاقة المتجددة واستثمار الغاز.
*التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
من المتوقع أن ينتج عن الزيارة تعاون أوثق في مجالات التكنولوجيا الفائقة مثل الذكاء الاصطناعي، يأتي منسجماً مع قرار الحكومة العراقية بإدخال المهارات التقنية اللازمة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، وتوظيف هذا الذكاء في مجالات متنوعة مثل المياه والزراعة، والصحة الرقمية والتحول نحو الاقتصاد الرقمي والقطاع المصرفي.