العمل الصحفي في عصر الفيسبوك

أحمد الصالح  /

يعرَف الصحفي حسب قانون نقابة الصحفيين بأنه كل من تفرغ للعمل الصحفي.

طيب، حتى قبل ظهور الإنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي،كانت وسائل الإعلام التي يعمل فيها الصحفي هي الصحف الورقية والتلفزيون والإذاعة. ظهرت الصحف الإلكترونية بعد ظهور الإنترنيت وبقيت لسنوات وسيلة إعلامية اخرى تضاف للوسائل القديمة، لكن بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي واختراع التلفون الذكي، والذي اصبح متيسراَ على نطاق واسع، اصبحت الصحف الورقية مهددة بالغلق، بل قد أغلق الكثير منها حول العالم.

اما التلفزيون والإذاعة فقد أصبحا يعتمدان الى حد كبير على المواد المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها مواد صحفية.

اليوم بعض صفحات الفيسبوك تستقطب قراءً أضعاف أضعاف ما تستقطبه الصحف الورقية، صحيح ليس كل الصفحات على الفيسبوك يحررها صحفيون، لكن هناك صحفيون أعضاء في نقابة الصحفيين يحررون مواد صحفية ممتازة على صفحات الفيسبوك وتستقطب قراء متفاعلين وتحقق الغاية من العمل الصحفي. ميزة العمل الصحفي على صفحات الفيسبوك انه يحقق للصحفي شعار (الحرية والمسؤولية) الذي تنادي به نقابة الصحفيين، فالصحفي هنا يكتب بضمير حي وغير متأثر بالضغوط الحزبية والحكومية وسواها، يكتب ما يراه صحيحاً ويتحمل مسؤولية ما يكتب وينشر بالكامل..!!

بينما الصحفي في الصحف الورقية ووسائل الأعلام الأخرى، قد يضطر للرضوخ أحياناً الى توصيات وأوامر صاحب الصحيفة ووسيلة الإعلام الأخرى.
بعد كل ذلك، اليس من الحيف ان يعتد بالنقابة بتأييد من صحيفة ورقية غير مقروءة ولا يعتد بعشرات المقالات المنشورة على صفحة الصحفي في الفيسبوك!!؟

ما الذي يمنع النقابة ان تعتمد لجنة من المختصين لتقييم المقالات الصحفية المنشورة للصحفي على صفحات الفيسبوك و تعتمدها لتقييم الأداء ومواصلة العمل الصحفي أسوة بالمقالات المنشورة في صحف إلكترونية غير مقروءة ولا أحد يتابعها، ان لم يكن بعضها مشبوه التمويل ضمن أجندات حزبية ومخابراتية دولية تتقاطع مع شرف العمل الصحفي؟هو اقتراح أضعه أمام مجلس نقابة الصحفيين، ولا بأس من إغنائه بالمناقشة.