محسن إبراهيم/
يَقول العالم الفيزيائي آينشتاين (لو لَم أكن فيزيائيّاً، من المحتمل أن أصبِح فناناً، غالباً ما أفكر بالموسيقى، أحلام اليقظة لَدي موسيقى وأنظر إلى حياتي بدلالَة الموسيقى، أجمل أوقاتي هي تلك التي أقضيها بالعزف على الكَمان). الفن بصورة عامة هو إفراز لثقافة المجتمع، وثقافة المجتمع هي انعكاس ونتاج لهذا الفن، يجب أن ترتقي دوماً إلى صفات الفن الملتزم الذي أظهر العشرات من الفنانين في مراحل مختلفة, هذه القيم تمثل عصب نجاح و تطور أي مجتمع متحضر معاصر. لذا فإن دور الفنان على كل مستويات الفن يجب أن يكون دوماً عنصراً إيجابياً مؤثراً، ويرتقي بهذه العلاقة المتبادلة إلى مستويات أعلى , خصوصاً أن عموم الفنانين في مجالات الإبداع كافة يشكلون صفوة المجتمع ويحظون بإعجاب خاص من عموم الناس. من جانب آخر فإن الامكانات التي أتيحت للفنان تصيبه أحياناً بحالة سلبية خطيرة من الانهيار والركون, لأنها واقعياً لاترتقي الى ما كان يحلم به للتعبير عما يدور في خَلده وخياله، فتخبو نار الإبداع و ينزوي وحي الإلهام، ويتحول الفنان شيئاً فشيئاً إلى موظف حكومي ينتظر معاشه الشهري ليعينه على متطلبات الحياة. على الفنان التشبث بمبادئ الفن وخصوصياته وأن يثمن ويقدر قيمة الفن, في أجواء يعتقد فيها أصحاب القرار أن الفنون لا مَعنى لها ولا أهميّة, ولكن لابد للفنانين أن يعبروا عن مشاعرهم تجاه مجتمعهم من خلال استخدام وسائل ضغط على أصحاب القرار, وقديماً قال أرسطو “إن الفن يمكن أن يعد سياسة لو قدِّرت أهميته تقديراً سديداً، حينها تكون الحياة كلها هي مسرحه ومادته”.