جمعة اللامي /
“الزواجُ حُصن، من كان خارجه أراد دخوله، ومن كان داخلهُ أراد مغادرته”
( إيمرسون)
حدثتني امرأة عراقية بلغت من العمر عتياً، أنها كادت أن تتزوج من رجل عراقي، لكنها حين اتخذت قرارها بعدم الزواج منه، كانت تناصر المسرحي البريطاني وليم شكسبير الذي قال ذات يوم بلسان شخصية إحدى مسرحياته: “قلما تنتهي العَجلةُ في الزواج إلى خَير.” تفكرت في قول شكسبير، ورجعت الى رأي الشاعر الألماني فردريك تشيللر، بأن “الزوج قوام العالم: إنه يبني المدن والقرى، ويملأ البيوت والمعابد” لمزيد من الاطمئنان..
وعلقت تلك السيدة على قولي قائلة: ها. اتفقنا. ها هو صاحبك تشيللر يقول أيضاً، إن الزواج حصن ولكن بلغته هو، وكأنه يقترب من إيمرسون، ذلك الأميركي الوفيّ لخطاب “الفلسفة المتعالية.” ثم قلّبنا تجاريب التاريخ في شأن الزواج، لذلك يتوجب على كل من يقدم على هذه التجربة المصيرية، أن يقلب الأمور الخاصة بفكرة زواجه، على خامس وسادس ومئة، قبل أن يتخذ قراره الأخير.
وسبق لي أن سجلت، هنا، في مقال سابق، أن الشاعر الألماني الأشهر: غوته، تزوج من طفلة عمرها اثنتي عشرة (12) سنة، وهو في السنة الخامسة والثمانين من عمره، كان قد هام بها، حتى أنه كان ينيمها على كتفه، بينما كان يقرأ عليها شذرات من كتاب “ألف ليلة وليلة.”
وكتاب “الف ليلة وليلة” هذا سفر ضخم في “حصن الزواج” من حيث باب الدخول إليه، وباب الخروج منه.” وإذا ما أردت في ذلك مزيداً من الشرح والاختصار ، فتوجه إليه، ثم تفكر في أمر شهريار وشهرزاد، والظروف التاريخية التي التقى عندها هذان الشخصان.
ولكن، بعيداً عن “ألف ليلة وليلة” وكذلك بعيداً عن صاحبي الكاتب الفرنسي دي مونترلان، في كتابه الشهير “عدو النساء” فإن الزواج، كما حدّد شروطه الحقة،غيرُ عربي، لا يتم إلا بين روحين سكنتا بدناً واحداً.
وذاك هو القرار الأخطر حقاً.