نرمين المفتي /
يبدو أن غالبية القوائم الانتخابية، التي ارتدت زي التمدن واصبحت شعاراتها المدنية تواجهنا في كل مكان وفي الإعلانات الضوئية المكلفة، تحاول ان تبدو مدنية جدا بقبولها ترشح عدد اكبر من نساء بدأت صورهن تغزو صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حتى قبل الحملة الانتخابية الرسمية وهن يحاولن ان يبدون جميلات وانيقات لجذب اكبر عدد ممكن من التعليقات وإشارات الإعجاب، وبالتالي ضمان أصوات يحلمن بها. مما لاشك فيه ان ترشح النساء ومن مختلف المهن علامة صحية ولكن غالبية المرشحات الجديدات يحلمن ايضا ان يشعلن صفحات الفيسبوك كما فعلت المرشحات من الدول المسلمة مثل ايران وتركيا، ولكنهن اخطأن في تقديم انفسهن. مرشحات دول الجوار الجميلات، ظهرن بكافة صورهن اما بحجاب او بدونه وبأقل ما يمكن من الماكياج والحلي، الذهبية خاصة، ونجحن في ان يجذبن النظر ببساطتهن وجذب أنظار المدونين العراقيين ايضا. ان غالبية المرشحات اللواتي نشرت صورهن قمن ببعض عمليات التجميل، هنا اختصرن الوقت، اذ ان عددا من النائبات السيدات في الدورة الحالية والسابقة قمن بعمليات التجميل على خطوات، ويضعن، اقصد الجديدات، كميات غير معقولة من الماكياج ويرتدين الحلي وأزياء بألوان فاقعة ويظهرن في بعض الصور بحجاب وفي اخرى بدونه. وفي غالبية الصور، حتى ان كن مبتسمات، الا إنهن يظهرن تعاليا واضحا ونجحن في جذب المدونين، نساء ورجالا، ولكن في انتقادهم بشدة. فالتي تضع هذا الكم الهائل من الماكياج، قطعا تستغرق وقتا طويلا في الانتهاء منه وبالتالي اعطين فرصة للمنتقدين ان يقولوا بأنهن سيمضين الوقت في الماكياج قبل الانتباه الى قضايا الناخبين! والملاحظ أنهن لم ينشرن برامجهن، انما اكتفين باستخدام كلمات عن الاصلاح ومحاربة الفساد.
كإمرأة، اتمنى ان تصعد المرشحات باصوات حقيقية وليس بالكوتا التي اساءت كثيرا الى مكانة المرأة العراقية واتمنى ان يعرفن ان الجمال في البساطة، بساطة الماكياج والأزياء وفي ابتسامة حقيقية وليست مصطنعة وحين يتظاهرن بكنس الشوارع، ليضعن بعض الأتربة على الألوان الفاقعة لملابسهن لتظهر الصور حقيقية في الأقل..
ان ترشح المرأة ليس دعاية انتخابية فقط للقوائم، كما ان المدنية ليست شعارا فقط، هذه الانتخابات مصيرية للعراقيين الذين يبغون التغيير واتمنى ان يكون اختيارهم نابعا من الوعي..و يا مرشحاتنا (الحلوات)، كنّ بحجم مسؤولية التغيير الفعلي وليس الشكلي.