الوصايا الجديدة لماني البابلي

د. علي الشلاه شاعر بابلي /

أنا شاعرُ بلاد بابل ونبيُّها ودعوتي للنساء كافة
آمن بكنّ، وكن أنتنّ، فالرجال شر مقيم بين شيطان وشيطان
الرجال الذين أراقوا الحياة على جذوعهم الصدئة،
وافترشوا غيرهم ليمروا عليهم إليهم،
الرجال النازلون إلى البئر كي يفيضوا أناهم على مائها،
الرجال الحكايا التي تنتهي بحكايا،
وتظل معفّرة بالخطايا،
الرجال الذين سوّروا سِيَرَهم بالبياض،
الرجال المخاض،
كذبوا بأيديهمو
كذبوا بالمتون،
كذبوا بالهوامش،
كذبوا بالتصاوير ثم ذابوا بها،
كذبوا حاضرين
كذبوا غائبين
كذبوا..
قليلون هم أولئك الذين يعلمون أن ماني، مؤسس الديانة المانوية، قد ولد في بلاد بابل، وبدقة أدق على مقربة من المدائن، وأنه قدّم ديانة أرادها متممة للمسيحية، وإن بنيت على ثنائية الأصلين.. الخير والشر، المتحدرة من ديانات بلاد النهرين وبلاد فارس القديمة، وأن إنجيله قد كتب بالسريانية.
ولعل من المستغرب أن الباحثين العراقيين قد نأوا عنه بشكل لافت ولأسباب غير مفهومة، فهو سابق للإسلام ولا تشكل دراسته قدحاً بالإسلام ومُثله، فهو مثل كل الديانات القديمة يعبّر عن علوم عصره والعلاقة بين المجتمعات والبلدان التي عاش فيها وانتشرت فيها ديانته.
لذا لابد لنا من إعادة ماني إلى أصله البابلي والاحتفاء به، كونه قد لعب دوراً تاريخياً مهماً عبّر عن عظمة بلاد الرافدين وتاريخها.
ولديّ محاولة الآن للكتابة عنه ومحاكاته بلغة معاصرة ومفاهيم جديدة، وآمل أن يقوم بالجهد نفسه باحثون آخرون في المستقبل القريب بما يثري الكتابة عن حضارة وادي الرافدين ومنجزها الفكري والأدبي الكبير.